رأى محللون، اليوم، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، اختار في مواجهة التظاهرات المناوئة لسلطته لعب دور الضحية الذي نجح فيه فيما مضى لكن هذا الدور يبدو اليوم مبتذلا ويترجم فزعه. وقالت امبرين زمان، كاتبة المقالات في صحيفة طرف الليبرالية: "إن أردوغان يلعب ورقة الشهيد، لقد نجح هذا الأمر معه على الدوام في الماضي"، مضيفة أنه يصور نفسه ضحية قوى ظلامية مزعومة تحاول إضعافه وتريد إغراق تركيا مجددا في الأيام الحالكة. وأكدت المحللة: "عندما ننظر إلى المتظاهرين يبدو أمرا مضحكا تعريفهم كما يفعل أردوغان أن الحديث عن حكومة منتخبة ديمقراطيا أمام انقلابيين مزعومين حجة غير مقنعة". وفي سياق متصل، قال جنكيز أكتر، المحلل السياسي في جامعة بهتشي شهير بإسطنبول: "إن أردوغان لا يملك أي قدرة على فهم ما يجري حاليا"، مؤكدا أن أردوغان لا يفهم برأي اكتر هذه الحركة العفوية المنبثقة من الطبقات الوسطى والمثقفة في المدن الكبرى التي ترفض تسلطه لأنه لم يعرف مطلقا أي احتجاج مماثل. من جانبها، رأت مراي ميرت، المحللة السياسية في جامعة إسطنبول، أن موقف رئيس الوزراء يذهب أبعد من فهم خاطئ للوضع ويترجم ارتباكا حقيقيا، مدللة ذلك بإشارات أردوغان مؤخرا إلى رئيسي الوزراء الليبراليين السابقين عدنان مندريس الذي شُنق عقب انقلاب عسكري في العام 1960 وتورغوت أوزال الذي أدت وفاته المشبوهة في 1993 إلى فتح تحقيق بشأن احتمال تسميمه. وأضافت ميرت: "هناك فكرة الزعماء الأتراك الكبار الذين عملوا لصالح تركيا، لكن تم القضاء عليهم من أعداء البلاد في الداخل وفي الخارج، بكل وضوح أن لدى أردوغان هذه الذهنية، وذلك يعود عندما تسوء الأمور".