اسطنبول (رويترز) - ذكرت وسائل اعلام تركية يوم الثلاثاء ان الادعاء التركي اتهم جنرالا متقاعدا بمحاولة قتل الرئيس الراحل تورجوت اوزال في محاولة في اللحظة الاخيرة لابقاء التحقيق مفتوحا بعد عقدين من وفاته. واستخرجت جثة اوزال في اكتوبر تشرين الاول الماضي بعد سنوات من شائعات عن مقتله بيد متمردين من "الدولة العميقة" وهي مجموعة سرية داخل المؤسسة التركية في ذلك الوقت. وكان قد أغضب البعض بجهوده لانهاء تمرد كردي ونجا من محاولة اغتيال عام 1988. وفشلت عملية تشريح لجثته العام الماضي في العثور على دليل على ان اوزال الذي توفي جراء اصابته بسكتة قلبية عام 1993 عن 65 عاما جرى تسميمه مثلما يزعم بعض افراد عائلته لكن المدعين قالوا في ذلك الوقت ان التحقيقات ستستمر. غير انه وفقا لقاعدة السقوط بالتقادم المطبقة في تركيا فلا يمكن البدء في اجراءات جنائية بعد اكثر من 20 عاما من الواقعة. وتحل الذكرى العشرين لوفاة اوزال يوم الاربعاء. وقبلت محكمة في انقرة لائحة اتهام اليوم تطالب بالسجن المؤبد للجنرال المتقاعد لفنت إرسوز. وذكرت وكالة دوجان التركية للانباء ان لائحة الاتهام تدرج زوجة اوزال وابنه كمدعين وتتهم إرسوز "بمحاولة قتل الرئيس او بالنجاح في هذه المحاولة". وإرسوز الذي نفى اي دور له في موت اوزال هو ايضا على رأس المشتبه بهم في قضية ضد "إرجنيكون" وهي شبكة مزعومة من غلاة القوميين العلمانيين. وإرجنيكون متهمة بأنها تقع في قلب العنف السياسي وعمليات القتل خارج نطاق القضاء التي شوهت سمعة تركيا لعشرات السنين وبأنها تجسد القوى المناهضة للديمقراطية التي يقول رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان انه يقاتل للقضاء عليها. ويعتبر منتقدون قضية إرجنيكون حيلة من جانب رئيس وزراء شمولي يريد خنق المعارضة. وكان اوزال الذي ساعدت اصلاحاته الاقتصادية وفقا لنظام السوق الحر في تشكيل تركيا الحديثة معتل الصحة قبل وفاته. وبعد ان اجريت له عملية لتركيب دعامة ثلاثية في القلب في الولاياتالمتحدة عام 1987 واصل جدوله القاسي وظل على بدانته. وهيمن اوزال على السياسات التركية كرئيس للوزراء من 1983 الى 1989. وانتخبه البرلمان رئيسا لكن المقربين منه يعتقدون ان جهوده الاصلاحية اثارت استياء البعض في المؤسسة الامنية.