بداية، أرجو ألا يساء فهمى وألا أفاجأ بمؤسسة الرئاسة تتقدم ببلاغات ضدى بتهمة إهانة رئيس الجمهورية.. وبداية كذلك أقر وأعترف أننى لا أقصد من قريب أو بعيد الإساءة إلى الذات الرئاسية ولا أقصد تشبيهاً قد يساء فهمه بالنسبة للرئيس وكذلك بالنسبة للجماعة التى ينتمى إليها.. فكم أبجل الرئيس «لأنه رئيس» وكم أقدر جماعته «لأنها الجماعة المحظورة الحاكمة» فلهما (الرئيس وجماعته) كل التقدير والاحترام رغماً عن أنف اللى خلفونى. وتعالوا نشوف إيه حكاية الحمارة والجحش.. ثم نرى حكاية الفرخة (الدجاجة) والبيض.. وحكاية الحمارة والجحش يعرفها أهلنا فى الريف خاصة أولئك الذين يربون الماشية أو يقتنون حميراً.. وكذلك يعرفها إخواننا الأطباء البيطريون.. فالحمارة (أنثى الحمار) عندما تلد ترضع صغيرها (الجحش) ومن فرط غريزتها الأمومية تجاهه لا تقوم بإرضاع سواه.. أى إن الحمارة لا تقوم بإرضاع سوى الجحش اللى نازل من بطنها.. أما إذا قدموا لها جحشا آخر، أمه الحمارة ماتت وهى بتولده أو ماعندهاش لبن فى ثديها، فمحال أن ترضعه الحمارة.. بل إذا قدموا لها ألف جحش فمُحال أن ترضع أى جحش فيهم حتى لو أغروها بحزم البرسيم.. وحتى ولو ضربوها ضرباً مبرحاً.. حتى إنها إذا تقدم من ثديها أى جحش ليس ابنها (ابن بطنها) تقوم برفسه بل تقوم بتهريب اللبن من ثديها.. ونهاية القول إن لبن ثديى الحمارة مخصص فقط لا غير للجحش المولود لها ابن بطنها فقط لا غير ومحرم على أى جحش آخر. أما الفرخة (الدجاجة) فغريزتها الأمومية معطاءة.. ميفرقش معاها إذا كان البيض من رحمها أو من رحم دجاجة أخرى أو حتى بطة أخرى.. فعندما يتم تجهيز البيض لها تندفع لترقد عليه «بيضها وبيض غيرها» حتى يفقس البيض وتكون الفرخة بالطبع أم كل هؤلاء الكتاكيت بالتبنى (قصدى بالرقود). ونأتى لحالنا.. فقد انتخب المصريون الدكتور محمد مرسى العياط رئيساً للجمهورية ممثلاً لجماعة الإخوان المسلمين «المحظورة».. وقد كان فوزه فى الانتخابات على منافسه شفيق فوزاً هزيلاً.. ولكن المهم أن أكثر من ثلاثة عشر مليون مواطن مصرى ذهبوا للصناديق وأعطوه أصواتهم.. والمهم أنه أصبح رئيساً لمصر «لمن أعطاه صوته ومن لم يعطه.. بل لمن يحبه ولمن يكرهه».. وكنت أتوقع أن الرئيس مرسى على قدر أكبر من ذلك فى ذكائه.. فكان لا بد أن يكون رئيساً لكل المصريين كما ينص الدستور.. ولكنى «وأنا واحد من هؤلاء الإعلاميين الذين أيدوه إعلامياً فى جولته الانتخابية الأخيرة» وبعد عام كامل من رئاسته، أيقنت يقيناً تاماً من أداء الرئيس مرسى أنه لا يعمل لصالح مصر وشعب مصر بقدر ما يعمل لصالح الجماعة ومصالح الجماعة وأهداف الجماعة.. فكل قراراته «كل» من أجل تمكين الجماعة.. وكل تحركاته «كل» من أجل أخونة الدولة.. مع أنه كان من المفروض أن يتفرغ هو وفريق عمل «لديه الخبرة والكفاءة» لحل مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية متفاقمة تكاد تعصف بمصر وشعبها.. فماذا فعل بالنسبة للتوافق السياسى؟ «لا شىء سوى مزيد من الاحتقان والعراك السياسى».. ماذا فعل بالنسبة للمشكلة الاقتصادية الطاحنة؟.. «لا شىء سوى تفاقم المشكلة الاقتصادية حتى أصبحت كارثة اقتصادية».. ماذا فعل فى أى شىء؟ لا شىء سوى إنهاكه بإخلاص غريزى شديد فى تمكين الجماعة وأخونة الدولة.. بينما المشاكل والأزمات فى تفاقم لم تشهده مصر من قبل. يا ريس.. أنت رئيس كل المصريين.. رضّعنا كلنا ياريس.. ارقد على البيض كله يا ريس.. يا ريس أنت الريس.. رئيس مصر.. ومصر ليست فى حاجة لأخونة ولا تمكين جماعة.. مصر فى حاجة لفرخة ترقد على البيض كله علشان تطلع كتاكيت.. وليست فى حاجة لحمارة لا ترضع إلا ابن بطنها فقط لا غير.. والله يعلم أننى لا أقصد تشبيه أى حد بأى حد تشبيهاً مادياً أو معنوياً.. وللسيد الرئيس ولجماعته كل التقدير والاحترام.. والله من وراء القصد.