وذلك أنه أدرى الناس بما قد يوجعك وقد كان من عادتِى ألا أثق فى أحد، فصديقاتى على مر الزمن أنواع.. منهن من تستمع وتنصت جيداً، ومنهن من ترغب فقط فى السبق فى فرض قصصها ومواضيعها الخاصة فقط لتكون مشكلتها وحياتها هى الأجدر بالتعاطف ولا تستمع إلى أى شىء غير صوتها، وهناك أيضاً الصديقة الصامتة التى لا تعرف هل هى فعلاً منصتة أم تلعن الزمن الذى جعلها تضطر أن تجالس أحداً يشكو لها وينغص عليها وتسمع على مضض ودون أى رد فعل، أما الصديقة الحقيقية فهى من تحفظ سرى، وتحفظ غيبتى وترد عنى فى غير وجودى وتسرع لنجدتى، وتخلص لى النصيحة كى تحافظ على الصداقة والمودة. وبالطبع أكون أنا لها بالمثل.. ويجب علّى ألا أتسرع أو أخطئ فى اختيار الصديقة المناسبة، ولأن ليس كل إنسان تستطيع أن تأتمنه على أسرارك وتطلعه على خبايا نفسك حيث إن الندم لن ينفع إذا كان الاختيار خاطئا.. وعندما أفقد صديقة أندم لا لشىء سوى لأنها استنزفتنى.. بكل دقيقة انشغلت فيها أحاول أن أكون معها وبجانبها، فبعد أن أتخلص من ذكريات هذه الصديقة التى كنت أعتقد أنها مخلصة لى أشعر بأن قلبِى مثقل بالأوجاع.. أما عن الصداقة سيداتى فهى حد وسط بين أن تكونى ذات خلق طيب يجعلك مقبولة لدى الأخريات، أما إذا بالغتِ فى محاولتك أن تكونى مقبولة من الجميع للدرجة التى تجعلين من نفسك مثارا للجدل أو الشفقة فلا تفعلى؛ لأنكِ إذا كنتِ تحاولين أن تغيرى من نفسك كى تصاحبى هذه أو تلك فلن تجدى من نفسك سوى مسخ بدون شخصية.. ومن تريد أن تصادقكِ كما أنت فأهلاً بها وإن لم تتفقا لا بأس ستجدين يوماً مَن تكون جديرة بصداقتك.. واجتنبى مصاحبة الكذابة، فإن اضطررتِ إليها فلا تصدقيها، ولا تُخبريها أنكِ تُكذبيها؛ لأنكِ بالتأكيد ستخسرينها وستبتعد، هذا إذا كنتِ حريصة على صداقتها.. لأنها لن تتغير لأن هناك أشياء لن تستطيعى تغييرها. ولا تكونى شرسة فى التعامل مع الأخريات كى لا تصعب معهن صداقتك فينفرن منك.. لأن الصداقة هى عطف ومودة متبادلة بينك وبين صديقتك.. وتمنى الخير لها كما تتمنيه لنفسك.. هناك أيضاً أشياء لا تستطيعى أن تطلبيها من الأصدقاء والآخرين بشكل عام ألا وهى الاحترام؛ لأنه لا يمكن أن تطلبى أن يحترمك الناس بل أسلوبك هو الذى يفرض احترام الناس لكِ، أما الاهتمام فهو موجود تلقائياً بوجود الاحترام ويفرض نفسه أيضاً بالتبعية.. وابتعدى صديقتى عن صداقة المنفعة؛ لأنها صداقة مؤقتة تنقطع بانقطاع الفائدة، فالنفاق يكون هو الأساس فقط للمنفعة وما لك عند فقركِ من صديق أما أفضل صداقة فهى صداقة الفضيلة التى تقوم على أساس تشابه الفضيلة أو الأخلاق الحميدة ويجب أن تقوم هذه الصداقة على أساس اعتبارات أنها صداقة دائمة بصديقة تقاربكِ فى العمر وتشبه شخصيتك واهتماماتك.. والقرب فى الظروف الاجتماعية مهم حتى لا تحدث فجوة فى طريقة تفهمكن لبعضكن البعض