سيطرت قوات النظام السوري وحزب الله اليوم على مدينة القصير الاستراتيجية في وسط سوريا، بعد أكثر من عام من الحصار المفروض عليها، ومعارك طاحنة منذ أكثر من أسبوعين. وتعهد الجيش ب"سحق الإرهابيين" أينما كانوا في سوريا، فيما أكدت المعارضة السورية في المقابل أن "الثورة مستمرة"، وأن "النصر لأصحاب الحق". وتزامن ذلك مع عقد اجتماع تمهيدي ضم ممثلين عن الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وروسيا في جنيف، للتحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا، أعلنت بعده موسكو عدم التوصل إلى اتفاق. وبسقوط القصير، لم يبقَ بين أيدي مقاتلي المعارضة في ريف حمص الجنوبي إلا قرية البويضة الشرقية الصغيرة الواقعة شمال القصير، التي لجأ إليها المقاتلون والناشطون والمدنيون والجرحى المنسحبون من المدينة بالآلاف، وقد يسهل هذا التطور العسكري، بحسب خبراء، توجه النظام نحو مدينة حمص وريفها الشمالي، حيث لا يزال مقاتلو المعارضة يحتفظون ببعض المعاقل المحصنة. وبثت شاشات القنوات السورية واللبنانية القريبة من النظام (قناتا المنار والميادين) صورا من داخل المدينة، ظهر فيها دمار بالغ، وصور دبابات تابعة للجيش وجنود، من دون أي أثر لوجود مدني، كما بث التليفزيون السوري صورا لجنود يرفعون العلم السوري على المركز الثقافي السوري، وهم يهتفون "بالدم، بالروح، نفديك يا سوريا". وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اقتحام المدينة تم "بعد غطاء كثيف من القصف استمر منذ ليل أمس إلى فجر اليوم"، مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة "قاتلوا حتى الرمق الأخير". وقال الناشط أبوالمعتصم الحمصي الموجود في البويضة، إن آلاف الأشخاص باتوا الآن محاصرين في البويضة الشرقية في ظروف إنسانية سيئة للغاية. وأضاف: "لا يوجد أي طريق لإجلاء الجرحى والمدنيين، وبينهم أطفال ونساء. لا توجد مياه ولا طحين ولا خبز، ومخزون ضعيف من البرغل".