لم أكن أتوقع تراجعنا لهذا الحد وتأخرنا عن ركب الأمم، رغم علمى جيداً أننا ما زلنا هواة فى مجال كرة القدم مع احتراف العالم بأثره، إننا خارج منظومة الاحتراف الرياضية، لأننا غير مؤهلين للاحتراف لعدة أسباب، أولها أن الإدارات نفسها غير محترفة وأصبحت الإدارات الرياضية وظيفة للوجاهة فقط، وأقبل عليها رجال الأعمال ومحبو الشهرة، وثانياً أن قاعدة الممارسة ضعيفة وتبحث عن الوجود فقط والأداء المشرف، دون التخطيط العلمى لحصد الألقاب، والثالث أننا لا نلتزم باللوائح والقوانين المنظمة للرياضة المصرية، لأننا لا نعرفها ونجهلها وبعيدون كل البعد عن منظومة الرياضة العالمية. الملاعب الرياضية تحولت إلى ساحات للدم والنار، من خلال شباب متعصب لم يجد من يرّشده وأضله البعض، وساعده مفهوم الرياضة للتعصب والقوة، ونسى أن الرياضة هى التنافس الشريف والتسامح وقوة الحق وانتصار الأفضل، والغريب لا نعترف أننا مجموعة هواة ونعيش فى وهم الاحتراف، رغم أن كل من حولنا سبقونا بسنوات ضوئية ورياضية، ويجب أن نعترف أننا لم نلحق بركب الاحتراف على المستوى الأفريقى وليس الدولى، لأننا تأخرنا عن كل الدول الأفريقية فى إدارة المنظومة الرياضية، حتى إن معظم دول القارة السمراء أصبحت محترفة فى الإدارة الرياضية وما زلنا نكابر ونقول نحن «أولاد الأكابر». وفى الحقيقة نحن «أبناء الصدفة» فى اتخاذ القرار والصدفة فى البطولة وادعاء الاحتراف، إذا لم نعترف بموقعنا الحالى فلم ولن نتقدم، ومع قياسى على نفس المبدأ، الاحتراف والهواة، وجدت أننا تأخرنا أكثر من خلال الهواة فى إدارة النظام الحالى وكمية التخبط التى نعيش فيها الآن، وأدركت أن النظام الذى يدير البلاد حالياً غير محترف ونظام «هاوى» ويدعى الاحتراف مثله مثل الإدارة الرياضية، فماذا فعل النظام الهاوى فى أزمة الكهرباء من الموسم الماضى؟ لم يحرك ساكناً، لأنه اختار أهل الثقة وليس أهل الكفاءة وتأخر كثيراً فى التعامل مع أزمة «النهضة» الإثيوبية لأنه يمتلك قرار المحترفين وفضل أن يجتمع بالهواة لاتخاذ قرار محترف، لكنه سيفشل لأنهم جميعاً هواة، هل سنعترف أننا هواة أم سنكابر يا ولاد الأكابر ونقول إننا محترفون؟ كيف تدعون الاحتراف وأنتم هواة مواليد 11 شهرا وأيام قليلة؟ لم نشهد أسوأ منها، الطوابير القديمة كانت على رغيف الخبز أما طوابير اليوم على البوتاجاز والغاز والبنزين وإشارات المرور وأقسام الشرطة وأمام المحاكم، للبحث عن العدالة الاجتماعية. إن فريق الإخوان فريق من الهواة لا يعرفون لغة الاحتراف، رغم قدمه وتأسسه قبل نحو 85 عاما، هو فريق لم يلعب فى دورى محترفين وظل فى دورى الظل، حتى تسلل بالصدفة إلى الدورى الممتاز، ولكن لم يفز بأى مباراة حتى الآن فخسر مباراة حب «الوطن» الكبير، وترتب عليها، خسارة «مباراة الشعب» الذى «تمرد» وخسر كذلك مباراة «الكرامة» فى خطف الجنود، وأيضا لقاء «القمة» مع أثيوبيا فى «ديربى النيل»، فى لقاء سرى يذكرنى بمشهد للفنان محمود عبدالعزيز فى فيلم «الكيت كات»، الشيخ حسنى يتحدث والميكروفون مفتوح، ولكن ليس على الشيخ حسنى «الأعمى» حرج، أما فريق الإخوان فهو «شاهد ما شفش حاجة»، فهل يسقط فريق الإخوان للدرجة الثانية ويعود لدورى الظل، أم يغير من نفسه ويستعين بالمحترفين لتحقيق الفوز فى المباريات المتبقية قبل 30 يونيو، حتى يحقق حلم البقاء فى الممتاز، بعد أن ابتعد عن المنافسة على لقب «كأس» الوطن؟