اعتبر خبراء مصريون اليوم، سد النهضة الإثيوبي "واقع يجب التعامل معه وفق بدائل تفاوضية". جاء ذلك في أولى فعاليات "منتدى صانع القرار" حول أزمة سد النهضة الإثيوبي بعنوان "سد النهضة.. بداية الحرب على المياه بين دول حوض النيل"، الذي تنظمه مؤسسة "أخبار اليوم". طالب مجدي علام رئيس اتحاد خبراء البيئة العرب (غير حكومي)، بالتعايش مع سد النهضة، وقال "مصر عاشت عمرها كله بدون السد العالي الذي اكتمل بناؤه في الستينات من القرن الماضي، وهو ما يعني أنها تستطيع العيش بدونه". وأضاف أن "سد النهضة مجرد منشأ هندسي فوق مورد مائي، وبالتالي فالحديث الأهم يدور حول تغيير المناخ العالمي والذي يتوقع مؤخرا قلة الأمطار على الهضبة الإثيوبية". ولفت علام، إلى أن "إثيوبيا وافقت على اللجنة الثلاثية طواعية وفقط لإبداء حسن النية كي تتفق على حل مع مصر والسودان، وهي بلد تريد أن تنمي نفسها، وإذا كان هناك حديث عن تقسيم إفريقيا فهذا قد حدث بالفعل، وعلينا أن نتعامل بشكل أكثر واقعية". وعن طرق إدارة الأزمة مع إثيوبيا إذا لم يتم التوصل لحل، قال علام "يمكن طرح بديل الإدارة المشتركة مع إثيوبيا، والتوصل لحل بالاكتفاء بسد واحد بدلا من بناء سلسلة من السدود". من جهته، طالب عماد عدلي رئيس المنتدى الدولي لدول حوض النيل (غير حكومي) باستمرار التعاون مع إثيوبيا على جميع الأصعدة. وقال: "يجب أن يكون لدى مصر قناعة بأن بناء سد النهضة أصبح واقعاً وحلماً قومياً لدى الشعب الإثيوبي الذي يقتطع من مرتبه لبناء هذا السد، وهو ما يجب أن يدفعنا بتوصيل رسالة لهم مفادها أننا نشاركهم في بناء الحلم ولكن بدون وقوع ضرر على أي طرف". وقال نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والأراضي بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، إنه "يجب علينا إدراك الموقف الحالي وأن السد لا يمكن أن يكون لتوليد الكهرباء فقط لأن سدا بهذه السعة (أكثر من 60 مليار متر مكعب) سيتطرق إلى استزراع أراضٍ، وهو ما يفسر الحديث عن طرح إثيوبيا ل15 مليون فدان للاكتتاب الداخلي". من جهته، استبعد اللواء محمد بلال الخبير الاستراتيجي اللجوء للخيار العسكري في هذه الأزمة وقال "مصر لا يمكنها القيام بعمل عسكري ضد السد وحدها، رغم أنها تستطيع ذلك". ويخشى متخصصون مصريون من أن يؤثر بناء السد الإثيوبي على حصة مصر من المياه، كما يخشون تعريض مصر لخطر الغرق في حال ما تعرض السد الإثيوبي للانهيار، في حين قالت الرئاسة المصرية إن تحويل مجرى مياه النيل لن يؤثر على حصتها المائية. وأعلنت إثيوبيا الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ تحويل مجرى النيل الأزرق، أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، إيذانا بالبدء في بناء سد النهضة، الذي تقول مصر إنه سيؤثر على حصتها من مياه النيل. وسلمت اللجنة الثلاثية الدولية تقريرها النهائي حول السد إلى حكومات الدول الثلاث المعنية (إثيوبيا ومصر والسودان)، السبت الماضي، وقالت في بيان لها إنها "تنتظر رد كل دول من الدول الثلاث على موقفها وتقييمها إزاء التقرير"، من دون مزيد من التفاصيل حول ما إذا كان يمثل خطورة على الحصص المائية لدولتي المصب (مصر والسودان).