أعرب أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أسفه البالغ أن العمل العربي المُشترك، لا يزال بعيدا عن دائرة اهتمام المواطن العادي. وأضاف الأمين العام، خلال كلمته اليوم: "يحدوني الأملُ في أن تتمكن القمة العربية القادمة في عمان من تحريك المياه الراكدة في هذا المجال عبر إستراتيجية إعلامية فعّالة تنجح في اجتذاب اهتمام الشعوب، وبخاصة فئات الشباب، ورأينا بشائر هذه الإستراتيجية بالفعل في المرحلة الجارية التي تشهد الإعداد للقمة". وتابع "العمل العربي المُشترك يفقد الكثير من قيمته إن ظل بعيدا عن أعين الجمهور واهتمامه، والإعلام، بكل فروعه، التقليدي منها وغير التقليدي، ساحة حقيقية لكسب العقول والقلوب لا يصح أن نتركها أو نتراجع عنها، ونسمح لقوى التطرف والتخريب بالتمدد فيها". وأكد أبوالغيط، خلال كلمته الافتتاحية اليوم بأعمال الدورة 147 لمجلس جامعة الدول العربية، أنه في ظل التطورات التي يشهدها الملف النووي في منطقة الشرق الأوسط، كان من الضروري إعادة تقييم ومراجعة مجمل السياسات العربية في مجال ضبط التسلح وعدم الانتشار ونزع السلاح ومواصلة الجهود العربية؛ للتوصل إلى إبرام معاهدة لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط على غِرار ما تم في بعض المناطق من العالم. وقال الأمين العام إن "تحدي النمو الاقتصادي والتنمية المُستدامة يقع في القلب من أولوياتنا، وثمة حاجة ماسة لمُبادرات تلمس الإنسان العربي وقضاياه الحياتية، هناك برامج كثيرة يجري تنفيذها ولكن من دون صدى كبير على صعيد الرأي العام". وأكد أبوالغيط حرص جامعة الدول العربية من خلال منظومتها على الاهتمام بالقضايا الحيوية، التي تهم المواطن العربي والمساهمة في تحسين نمط حياته سواء كان ذلك على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي أو الأمني والدفع نحو تكريس الحكم الرشيد، ويدخل في هذا المجال التقارير المُقدمة إلى الدول الأعضاء عن حالة حقوق الإنسان في المنطقة العربية ومساهمة الجامعة ببعثات في مراقبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تُجرى في الدول العربية وتقديم ملاحظاتها بكل حيادية وشفافية. وأعتبر ابوالغيط أن سياسة الانفتاح على العالم الخارجي التي تنتهجها جامعة الدول العربية، من أجل بناء شراكات اقتصادية وتنموية مشتركة وتشاور سياسي مع مختلف التكتلات والتجمعات الإقليمية والدولية، أصبحت إحدى سمات العمل العربي المشترك، "وشهدت الستة أشهر الماضية عددا من المُنتديات التي جرى عقدُها، من أهمها القمة العربية الإفريقية في غينيا، والاجتماع الوزاري العربي الأوروبي المُشترك بمقر الأمانة، فضلا عن منتدى التعاون العربي الروسي بأبوظبي، ومنتدى التعاون العربي الهندي في مسقط". وقال الأمين العام، في كلمته، إن مُحاولات تطوير أعمال ونشاطات الجامعة العربية لا زالت تسعى لتحقيق الأهداف المطلوبة، "وهي وإن لم تُحقق حتى الآن التوافق المنشود، إلا أنني سوف أستمر في العمل بكل هِمة وتفانٍ من أجل تحقيق هذا التطوير، من خلال التوافق الذي يُحقق المصلحة العربية، والأهداف السامية للعمل العربي المُشترك كما تجسده الجامعة العربية".