وقعت مواجهات فجر اليوم في بنزرت شمال تونس، بين باعة متجولين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، بحسب ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية محمد العروي. وأقدم باعة متجولون غاضبون من قرار الوالي إزالة بسطات عشوائية في شوارع وسط المدينة، على مهاجمة عناصر الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة، وردت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع، بحسب المصدر ذاته. وبحسب وسائل الإعلام المحلية، فإن رجلا يبلغ من العمر 73 عاما لقي حتفه مختنقا بالغاز. وقال العروي: "أُبلغنا أن مسنا توفي هذا الصباح في سيارة أجرة ببنزرت، وتم فتح تحقيق لتحديد أسباب الوفاة". وأوضح أحد السكان أن المتاجر لم تفتح أبوابها في وسط المدينة اليوم خشية تجدد المواجهات، مؤكدا أن الشرطة تدخلت حين أقدم عشرات الباعة غير المرخص لهم على نصب بسطاتهم ليلا في المدينة. وكان أصهار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، آل الطرابلسي، يسيطرون قبل الإطاحة بحكمه على التجارة الموازية، وبعد الثورة تكاثرت البسطات العشوائية غير المرخص لها، وسط تسامح كبير من السلطات والشرطة، على خلفية الشعور بأثر البطالة والفقر في الثورة التي شهدتها البلاد. وبحسب إحصائيات رسمية، يعيش نحو ربع السكان تحت خط الفقر، وتطال البطالة ما يقرب 17% من القادرين على العمل. ولا يزال الاقتصاد التونسي يعاني من عدم الاستقرار داخليا، إضافة إلى الصعوبات في منطقة اليورو المؤثرة جدا على تونس.