مثلها مثل كل الأمهات، تريد منة كريم، 28 عاما، أن يتحلى ابناءها يزن الذي يبلغ من العمر 4 سنوات وشقيقه يونس، عام ونصف، بالتربية والأخلاق الفاضلة التي تجعل منهم أشخاص يشعرون بالحب والسلام نفسي. ما تفكر فيه منة حاولت ترجمته بأفعال بسيطة لكن كان لها بالغ الأثر في نفسية ابناءها. "ببعت له كل يوم رسائل صباحية لأنه ساعات بيبقى غضبان او متعصب فبحاول أهديه" تحكي منه عن تجربتها مع ابنها الأكبر يزن "في يوم كنت بكتب ورقة علشان ابعتها للمدرسة بتاعته، وطلب مني إني أكتب له ورقة هو كمان"، يزن مثله مثل باقي الأطفال "دماغه ناشفة جدا" كما توصفه والدته، لذلك حاولت التغلب على ذلك بالحيلة والذكاء دون اللجوء للتهديد والعنف "ساعات بيبقى عايز يفتح التلفزيون الصبح وأنا مش راضية، بدل ما يعيط ويصرخ بحاول اشغله بحاجة تانية وأقوله تعالى اكتب لك حاجة"، وعن تأثير الرسائل على يزن "بيبقى مبسوط جدا وأنا بكتبله، وهو لسه في كي جي وان مش بيعرف يقرا لكنه بيخمن من الحروف اللي عارفها الكلمة اللي أنا كاتباها"، منة تكتب له في أوراق ملونة رسائل رقيقة مثل "صباحك حلو يا يزن" و"أنا بحبك" و"أنت ولد جميل" وغيرها من الرسائل القصيرة المبهجة. منة اكتشفت أن يزن، رغم صغر سنه، يحتفظ بكل الأوراق التي تكتبها له "بيحطها في جيب بنطلونه وبيوريها لمدرسته لأنه بيبقى فرحان بيها أوي، وبيرجع يحطها في علبة معينة". منة تسعى ابنها لاشراك ابنها الأكبر في كل شيء يخص شقيقه الأصغر حتى تتغلب على عصبيته وكذلك تتجنب الغيرة بينهم، "لما يونس الصغير اتولد كنت بصور الاتنين مع بعض صورة كل شهر لحد ما يونس تم السنة، وكنت بخلي يزن الكبير يمسك سبورة صغيرة مكتوب عليها عمر يونس وقت التقاط الصورة كنوع من التوثيق".