أفتى جلال أبوالفتوح، أحد زعماء السلفية الجهادية، بأن سفارات الدول الأجنبية فى مصر ليست معصومة من الجهاد ضدها، وأن الإسلام عصم دماء رسل الدول فقط، معتبراً أن السفارات لا تأخذ حكم «رسول الدولة» قبل ابتكار «السفارات». وقال فى تصريحات ل«الوطن»: «نحن عندما نقيم علاقات مع دولة ما ولتكن إسرائيل، فهذا يعنى أن العلاقة بيننا طبيعية وذات صداقة، ولكن عندما تتوتر هذه العلاقات فإنها تقطع، وهذا خلاف دور رسول الدول أو مبعوثها فى عهود ما قبل ابتكار السفارات، حيث كانت مهمته نقل الرسالة فقط من قيادته الكافرة إلى المسلمين». واستند «أبوالفتوح»، فيما ذكر، على اتفاقية «فيينا 1961»، المنظمة للعلاقات الدولية، وأول نصوصها يقضى بأن السفارة تهدف إلى تنمية علاقات الصداقة بين الدول ومن ثم فإن سفارات الدول الأجنبية لا تستثنى من الجهاد ضدها إذا كانت تعمل على محاربة الإسلام أو تحتل أرض المسلمين. فى المقابل، وصف الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، الحديث عن استهداف السفارات فى مصر بالكلام «الخائب» الذى يصدر عن أشخاص لا علاقة لهم بالدين، وأضاف أنه من الخطر تسلط جهلاء وأدعياء ومرضى نفسيين للتحدث باسم الدين. وشدد على أن السياسة الشرعية فى الإسلام أكدت أن السفارات من جهة الأشخاص والأماكن أو الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين لهم أحكام شرعية أجمع عليها الفقهاء وهى الحماية، والأصل فيه قول الله «أوفوا بالعقود» وهى إلزام للمسلمين ومنها حماية هذه السفارات والرسل والاعتبار بالعرف الصحيح وهو معتبر فى الشريعة فى قوله تعالى، «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»، والنصوص الشرعية والقواعد تنظم عمل السفارات من حمايتها ونهى النبى «صلى الله عليه وسلم» عن الاعتداء على السفراء وأن يؤمّنوا إلى أن يصلوا إلى بلادهم وقول الله تعالى، «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ». وأوضح «كريمة»، أن ما سماه، «التخريف» والدعوة إلى استهداف السفارات هو تحريف الكلم عن مواضعه وتعاظم الفكر التكفيرى فى العهد الإخوانى والسلفى، محذراً من أن هذا يعود بمفاسد عظمى على الدين ومصالح العرب والمسلمين، مشيراً إلى أنهم إذا حاولوا خلع الحصانة عن السفارات فذلك تشويه لسمعة الدين ومكانته والمعاملة بالمثل وعندها يحق للدول أن تعتدى على سفارات الدول الإسلامية على أراضيها، مضيفاً: «تلك الدعوة فساد فى الأرض، وجميع السفارات فى بلادنا بما فيها إسرائيل لها الأمان الشرعى فلا تستَحل الدماء أو الأعراض».