شهدت منطقتا مرسى معبد «فيلة»، و«المسلة الناقصة» بوسط مدينة أسوان، أعمال شغب حتى الساعات الأولى من صباح أمس، وذلك بعد أن اعتدى أفراد شرطة السياحة، على مجموعة من المراكبية «النوبيين» على خلفية مشاجرة بين فرد شرطة ومراكبى أمس الأول، ورد النوبيون باحتجاز 15 من ضباط وأفراد شرطة السياحة داخل مركب بوسط النيل لمدة ساعة كاملة. تدخل بعض الحكماء والمشايخ من النوبيين، وقيادات شرطة السياحة والآثار حتى لا يتم الاعتداء على المحتجزين، على أن يتخذوا موقفاً حاسماً مع المخطئين. وقال مصطفى حسين، المراكبى النوبى، الذى تسبب فى المشكلة: «إننى كنت اصطحب مجموعة مصريين بعد الساعة الرابعة، وتم منعى لأن الوقت انتهى فى الزيارات، وتكلمت مع فرد الشرطة، على مرسى «فيلة»، لكنه تحدث معى بطريقة غير لائقة، وتطور ذلك من مشادة كلامية إلى مشاجرة بالأيدى، وحاول الضباط الصلح بيننا لكن الشرطى رفض واتصل بزملائه، وبعدها بدقائق وجدنا سيارة شرطة كبيرة نزل منها نحو 40 شرطياً، ضربونا وحطموا البوابات، والأجهزة الموجودة بالمرسى ثم ألقوها فى النيل، كما حطموا «الفاترينات» الخاصة بالنوبيين، ما جعلنا نخسر ما يعادل 50 ألف جنيه. وأضاف طارق النوبى، مراكبى، بعد المشاجرة وجه أفراد الشرطة لنا السباب، ما أدى لتجمع نحو 200 شاب من الجزر النوبية، حيث ذهبوا إلى استراحة شرطة السياحة بمنطقة المسلة الناقصة، وهتفوا ضد الظلم الذى تعرضنا له، مطالبين بمحاسبة المعتدين علينا، وأثناء الهتافات بدأ رجال شرطة النجدة من ناحية وشرطة السياحة من ناحية أخرى، فى إطلاق الأعيرة النارية، فبادلناهم بإلقاء الحجارة، كما احتجزنا كلا من العميد أحمد خضر، مدير شرطة السياحة، والرائد محمد سعيد، و13 آخرين ممن يؤمنون المرسى، ثم تركناهم بعد أن وعدونا بمحاسبة المقصرين والمعتدين. وقال ياسر مُركب، نوبى، إننا نرفض نزول شرطة السياحة إلى مرسى فيلة، حتى يعتذر قياداتهم رسمياً لنا بعد الإهانة التى تعرضنا لها، وتوافد الزيارات على المعبد، دون وجودهم، هو أكبر دليل أننا حمينا وسنحمى مكان أكل عيشنا. اللواء حسن عبدالحى، مدير أمن أسوان، وبالرغم من إطلاق الأعيرة النارية بكثافة فى الهواء والشد والجذب واحتجاز رجال الشرطة، فإنه قال فى كلمتين ل«الوطن»، «مفيش حاجة».
