الحمد لله.. تم إطلاق سراح جنودنا المخطوفين فى سيناء. استقبلهم الرئيس ووزير الدفاع فى مطار ألماظة. فرح كثيرون وحزن كثيرون وتاجر الجميع تقريباً بالموضوع لصالح اتجاهه السياسى وموقعه من الرئاسة؛ فالإخوان أشادوا بحكمة الرئيس!! والمعارضة قالت إن الرئيس لم يفعل شيئاً!! وفى كل الأحوال هذه فرصة لالتقاط الأنفاس وتقييم الموضوع بطريقة هادئة؛ لأن هناك أمورا كثيرة لم أفهمها، ولو انت فاهم فهمنى.. استعنا ع الشقا بالله.. 1) الجنود تم إطلاق سراحهم من قِبل الخاطفين.. والخاطفون -الذين أعلنت «الداخلية» أنهم معروفون بالاسم- فروا هاربين دون حساب.. طب ازاى؟! 2) أعلن الرئيس مرسى عن أن العمليات فى سيناء لتحرير الجنود (اللى همّ أُطلق سراحهم ولم يحرروا) عمليات طويلة الأجل!! وقد سمعت تصريحاً مشابهاً بالمناسبة عند «قتل» 18 شهيداً من أولادنا فى رفح، واستتبعه عملية عسكرية هلامية غامضة قيل لنا إنها حققت الهدف منها، ومع ذلك لم يتم تحديد القتلة، ولم يحاسبوا على ما فعلوا، ولا تزال هناك مصائب تحدث فى سيناء التى يبغبغ الجميع بأنها ملف مهم وحيوى وبتنجان، لكن لا أحد يقترب منه.. طب ليه؟! 3) يقفز اسم حركة حماس فى كل الحوادث المشابهة فجأة، والسؤال الذى لا يجيب أحد عنه إجابة منطقية هو: لماذا تخرب «حماس» فى مصر إذا كان «مرسى» حليفها؟ كيف يستويان؟ ومن أين جاء هذا اليقين؟ 4) كيف تتعامل المصادر الأمنية من الجيش أو الشرطة مع الإعلام بهذه الدرجة من الفجاجة التى تجعل الجميع ينقل عن مصدر عسكرى أو مصدر مطلع تفاصيل خاصة بالعملية وانتشار القوات ومسرح العمليات؟ سيقول لى واحد لطيف: دى خطة خداع استراتيجى يا جاهل. والسؤال هنا: هو احنا بنحارب؟ ولماذا يستمر الخداع الاستراتيجى طوال العام، بل طيلة عامين سابقين؟! 5) كيف يكون خطف «جنود» مصريين بهذه البساطة؟ هل أصبحا «هفأ» لهذه الدرجة؟ وإذا كانت سيناء منطقة توتر أمنى ما زالت قائمة، فكيف يتم الدفع بهؤلاء «الغلابة» هناك؟ ولماذا لا يتم إرسال «محترفين» و«متخصصين» وقوات على قدر الموقف؟! حد يفهمنى يا عالم. 6) كيف تستبيح وسائل إعلام نشر أخبار بصورة تبدو وكأنها حقيقة رغم أنه لا مصدر لها. يعنى من قال إن «مرسى» طلب فتوى من الأزهر أو دار الإفتاء فيما يتعلق بالعملية؟ ولماذا تم التعامل مع «الحدوتة» وكأنها حقيقة؟ وإذا مددت الخيط على استقامته، كيف يتم تناقل وتصديق تصريح لعبدالرحيم على (المحسوب على «شفيق» والمعادى لتيارات الإسلام السياسى) بأن القائم بعملية خطف الجنود (الذى لم تعلن عنه «الداخلية» ولا الجيش ولا المخابرات) هو صديق خيرت الشاطر؟! كيف عرفها؟ وكيف وثق بها؟ وكيف لم يرد أحد على هذا الكلام؟! فهمونى!! 7) هناك ثلاثة ضباط وأمين شرطة تم اختطافهم فى سيناء 4 فبراير الماضى.. تم تهريبهم -كما تقول أنباء متواترة- إلى غزة. لم يتحرك «مرسى» ولم يتحرك الجيش ولم تتحرك «الداخلية» ولم تتحرك المخابرات ولم يصنع الإعلام ما صنعه مع الواقعة الأخيرة. زوجة أحد المخطوفين كادت تتعرض لمحاولة اغتيال أحبطتها «الداخلية» من عناصر «جهادية».. والتصريح الذى أدلت به بعد مقابلة «مرسى» يدل على أن «بسلامته» لا يبالى بالأمر، لا سيما أنه سألها إن كانت تريد الطلاق كما نشرت الصحف، وقال لها إن الشرع يسمح لها بذلك!! هل سمعنا عن أى شىء تحرك فى هذا الملف، سواء بالتفاوض أو القوة؟ لماذا لم نهتم بهؤلاء واهتممنا بالواقعة الأخيرة؟ ولماذا بعد إطلاق سراح المخطوفين سنعود مرة أخرى إلى نسياننا؟ وما شعور أبناء المخطوفين فى وطن يعمل «بارت تايم» ويتفاوض لتحرير «بعض» المخطوفين وينسى آخرين؟! اللى فاهم يفهمنى..