مع بداية موجة الحر التى خيّمت على مصر، اتجهت وزارة الكهرباء لنشر خطتها الترشيدية عبر وسائل الإعلام، على راديو مصر، وعلى مدار ال24 ساعة لا تكف تنويهات الوزارة وإرشاداتها للمواطنين لتوفير الطاقة، بدءا من شراء أجهزة كهربائية موفرة، وصولا إلى ترشيد الاستهلاك فى أوقات الذروة. اعتاد «صفوت» ركوب الميكروباص من فيصل إلى التحرير يوميا، السائق يستمع لتنويهات وزارة الكهرباء عبر الإذاعة، وما إن ينتهى الإعلان حتى تنطلق التعليقات، تسير كلها فى اتجاه واحد، استياء من الإعلان ومن الوزارة ومن الحكومة ومن الرئيس «اللى خربها وقعد على تلها»، حسب وصفهم. إلى جوار «صفوت» جلس رجل خمسينى، علق على الإعلان ضاحكا: «هو المواطن هيعمل إيه ولا إيه؟ لما تحصل أزمة لازم الحل يبدأ من عنده، ولما بيبقى فيه خير فى البلد ما بيشوفهوش.. وكده كده الفواتير بتيجى نار».. حديث السخرية استمر حين علق شاب عشرينى: «ما دام هيقعدونا كلنا فى أوضة عشان نوفر كهربا، يبقى إيه المانع إنهم يكفروا سيئاتنا بإعلاناتهم؟». حديث الميكروباص لم ينته بوصول ركابه إلى التحرير؛ حيث واصله آخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعى، من خلال بعض نشطاء «فيس بوك»، وذلك بتدوين كلمات مناهضة ضد وزارة الكهرباء وانتشار انقطاع الكهرباء، ما يمنع بعضهم من المذاكرة فى موسم الامتحانات.. أبرز هذه التعليقات: «الله يخرب بيتكو، النور قاطع ومش عارف أذاكر وعندى امتحان بكرة.. حسبى الله ونعم الوكيل»، وآخر: «أقسم بالله حرام اللى الشعب عايشه الأيام دى، علشان كل شوية الكهربا تقطع وفى الآخر يجيلنا فاتورتين كل واحدة ب400 جنيه، بصراحة دى اسمها بلطجة».