أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، أن جماعة الإخوان تثبت أنها تفتقر إلى الخبرات السياسية والقدرات اللازمة لإدارة بلد كبير مثل مصر، مشيرا إلى أنها تحترف افتعال الأزمات، التي كان آخرها أزمة مؤتمر العدالة الذي دعا إليه الدكتور محمد مرسي، للوصول إلى حل بشأن مشروع قانون السلطة القضائية، وإذ بمجلس الشورى يحدد يوم 25 مايو لمناقشة المشروع في "حماقة سياسية"، على حد وصفه. وتابع البدوي، الجماعة تسعى إلى السيطرة على الانتخابات البرلمانية المقبلة، بإحلال 3500 محام تابعين للجماعة مكان القضاة الذين يقصيهم مشروع القانون المقدم من حزب الوسط، لافتا إلى أنه لأول مرة يرى تيارا حاكما ينظم مليونيات تارة ضد الإعلام وأخرى ضد القضاء وثالثة ضد القوالت المسلحة، مشددا على أن حصار المؤسسات بلطجة وإرهاب سياسي يسيء إلى مصر ورئيسها. وقال رئيس الوفد، خلال مؤتمر حول الوحدة الوطنية، عقد مساء أمس بقرية "زرزورة" في مركز إيتاي البارود، حضره فؤاد بدراوي سكرتير عام الوفد واللواء سفير نور مساعد رئيس الحزب وجورج إسحق عضو جبهة الإنقاذ والقمص بولس نعمة الله راعي كنيسة مار جرجس بدمنهور نائبا عن الأنبا باخوميوس مطران البحيرة وتوابعها وممثلون للأزهر والأوقاف، والدكتور عبد اللاه الشقاني رئيس لجنة الوفد بمركز إيتاي البارود، إن الشعب اختار الدكتور محمد مرسي ليحكم مصر، لكنه لم يختر مكتب الإرشاد لتلك المهمة، مشددا على أن مصر أكبر من أن يحكمها فصيل واحد، وطموحات وأحلام المصريين أكبر بكثير من قدرات الإخوان، خاصة بعد أن نجحوا في تقسيم الشعب، وفي ظل استمرارهم في الاستعانة بأهل الثقة فقط في مؤسسات الدولة، لرغبتهم الحثيثة في السيطرة على مقدرات الدولة، موجها رسالة إلى المصريين بأن الفرج قريب جدا والشهور المقبلة ستشهد تغييرا كبيرا، وكل ما علينا هو التمسك بانتخاب نواب يمثلوننا بحق في البرلمان حتى نتمكن من التغيير وإحداث التوازن في البلد. وأشار البدوي إلى أن بداية الكارثة كانت مع إصدار الإعلان الدستوري الذي يشبه قانون "تمكين هتلر" في ألمانيا الذي وصل إلى السلطة أيضا وفق انتخابات مثل مرسي، لكن هتلر أصدر هذا القانون لمنح مجلس الوزراء سلطات تشريعية واسعة، تماما مثلما فعل مرسي في مصر. وأعلن الدكتور السيد البدوي أن الإخوان عرضوا علينا مناصب في حكومة قنديل لكننا رفضنا المشاركة من منطلق عدم خداع الشعب لأننا نطالب بتشكيل حكومة توافقية تمثل كافة أطياف المصريين، وحذر البدوي من استمرار الفوضى والارتباك والعنف في مصر، مؤكدا أن الوفد لن يسمح للمتآمرين بالسيطرة على مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأزهر والقضاء، مؤكدا أن من يلعب بورقة الفتنة الطائفية هو عدو للإسلام والمسيحية. وهاجم رئيس حزب الوفد من أطلقوا فتاوى تحريم تهنئة المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد، معلنا أن تلك الفتاوى "لغو" و"كلام فارغ"، قائلا لمن أطلقوها: "من أعطاكم حق التحدث باسم الإسلام". من جانبه، أعلن القمص بولس نعمة الله راعي كنيسة مار جرجس بدمنهور، رفض الكنيسة المصرية القاطع للتدخل الخارجي في شؤون مصر، مشيرا إلى ضرورة إعلاء مبدأ المواطنة الحقيقية لكل المصريين ويجب أن نكون جميعا متساوين أمام القانون، مشددا على رباط الوحدة الوطنية الذي يتجسد في الشعب المصري منذ حكم الملك "مينا"، قائلا: "لقد عشنا ونعيش وسوف نعيش جسدا واحد". وشدد القمص بولس نعمة الله على أهمية بذل الجهد لإزالة الاحتقان من خلال تطوير الخطاب الديني ليكون هادفا، وتطوير المناهج التعليمية لتتمتع بالحيدة وتفعيل دور الإعلام ليعلي قيم المواطنة، مجددا تأكيده أن مصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه كما قال البابا شنودة، وأضاف أننا ندرك أن مصر مستهدفة من الحاقدين الذين يريدون ضرب الوحدة الوطنية، لكننا نقول لهم لن تنالوا أهدافكم لأن شعب مصر واعٍ. وتخلل المؤتمر هتافات حماسية من شباب الوفد ضد جماعة الإخوان المسلمين والمرشد والرئيس محمد مرسي، منها: "يسقط حكم المرشد"، و"يا إخوان يا مسلمين أنتم عار ع المسلمين"، و"يا مرسي قول لبديع أرض سينا مش للبيع".