تظهر ظلالها من بعيد، قافلة طويلة ممتدة من الإبل، بجوارها رجال قرروا خوض هذا الطريق الشاق، بحثا عن الملح، المترسب في ألواح فوق الأرض المتشققة القاسية، فما إن يلوح لهم في الأفق حتى يجمعونه ويكملون مسيرتهم إلى حيث المدن وأسواقها لبيعه هناك. تمر القوافل بالمنخفض الشهير "عفار"، شمالي إثيوبيا، وهو أحد أهم وأقسى البيئات في العالم، ويبلغ مستوى درجات الحرارة السنوية في هذا الإقليم، 34.4 درجة مئوية. وقد ظلت تلك القوافل تسافر بقيادة التجار، عبر طرقات المنخفض، وسط الحرارة الشديدة، لجمع الملح من أسطح المنخفض الصحراوية الشاسعة، وكانوا يستخرجونه على هيئة ألواح، تُحمل على ظهر الحيوانات المصاحبة لتلك القوافل، والتي غالبا ما تكون من الإبل، ثم يستكملوا رحلتهم مرة أخرى عبر الصحراء، بحيث يمكن بيع الملح في جميع أنحاء البلاد.