سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زوجة المتهم بتفجيرات قسم العريش تروي ل"الوطن" تفاصيل تعذيبه حتى فقد بصره داخل "طرة" شقيق أبوشيتة: النيابة تواصل تحقيقاتها مع الضباط المتهمين بتعذيب أخي.. وأخذت أقواله في القضية والأطباء طمأنونا عليه
اتهمت زوجة أحمد عبد الله أبو شيته، أحد المتهمين في تفجيرات قسم العريش، مأمور سجن طرة وضباطه بتعذيب زوجها المسجون في "الاستقبال"، أثناء تأديبه، عقب مشادة في آخر زيارة له، مشيرة إلى أن التعذيب أدى إلى فقد زوجها لبصره تماما. وأكدت إيمان، التي لم تذكر سوى اسمها الأول، في حديثها مع "الوطن"، أنه بعد عدة محاولات واتصالات بمدير أمن العريش تمكنت منذ 20 يوم من زيارة زوجها، بصحبة أبنائها ووالدته، "وبعد دقائق قام رئيس المباحث داخل السجن بإنهاء الزيارة، فاستسمحه زوجي أن تمتد 10 دقائق أخرى، فرفض الضابط وسبه بأبشع الألفاظ أمامي وأمام والدته، وقام عدد من المخبرين وأمناء الشرطة بوضع الكلابشات في يده، وطردونا". وتابعت زوجة أحمد "الضابط قال له: أنت بتعلي صوتك عليا يابن كذا وكذا"، معلقة على سباب الضابط "إحنا والله ناس محترمين ونعرف ربنا"، مؤكدة في الوق ذاته أن زوجها لم يطلب سوى "10 دقائق يقضيها مع أبنائه، القادمين من سيناء لزيارته"، مضيفة "كلمت ضابط يدعى وليد البلقاسي، وآخر يدعى أشرف خفاجي، إضافة إلى مأمور السجن، فقالوا لي: إحنا كلبشناه علشان الانفعال". وأكدت أن شقيق زوجها الشيخ حمزة، تلقى بعد أسبوع من الزيارة مكالمة من داخل السجن، تفيد بأن زوجها بين الحياة والموت، فاتجهت إلى مدير أمن العريش الذي نفى تعرض زوجها لأي أذى، وأكد لها أنه "دخل حبس انفرادي للتأديب، وسف يخرج بعد شهر"، مضيفة "قلت له أقسم بالله لو حدث لزوجي شيء سأشعل النار في نفسي أنا وأمه، زوجي برئ وأنا مش مستعدة أعيش مع شخص مجرم". تستأنف السيدة إيمان روايتها لما دار بعد ذلك، فتقول إن مدير الأمن توسط للزيارة، وبعد أن وصلوا، وانتظروا من الساعة الثامنة صباحا حتى الثالثة ظهرا، أرسل إليهم مأمور السجن ضابطين أخبرانا أن زوجي لا يزال في التأديب لمدة 15 يوم أخرى، فقالت لهم إنها ستعتصم بالسجن ولن ترحل حتى تطمئن على زوجها، وإن زوجها "بيموت هنا"، وكان جوابهم "اطمئني.. إذا مات سوف نرسل لك جثته"، حسب روايتها. وقال إنه بعد عناء دخل أحد أخوه الشيخ حمزة أبو يوسف، وبعد ساعة وافق مأمور السجن على زيارتهم له، وأضافت "الزيارة كانت في مكتب المأمور حتى لا يرى الناس اثار الضرب والتعذيب علي زوجي". وتصف لقائها بزوجها بعد أن رأت آثار التعذيب على وجهه "عمري ما كنت أتخيل أن أرى زوجي بهذا الشكل، استنيته يقابلني زي كل مرة، لكن المرة دي كان باصص في الأرض وعينيه سرحانه، ناديت عليه، فانتبه وقرب ناحية الصوت وبكى من كثرة تأثره، ولما سألته عما أصابة قال: سامحيني أنا مش قادر أشوفك". وشددت زوجة أبو شيته على أن زوجها "تعرض لضرب مبرح"، وأنه أكد لها أنه "بعد ما مشيتو المخبرين جروني لحد الحبس الانفرادي وضربوني على رأسي حتى شعرت بماء ساخن في رأسي، وومضت عيني فجأة وأظلمت الدنيا، والدكتور كشف عليّ وقالي ممكن نلحقك بس يتعملك عملية برة السجن". ونقلت الزوجة المكلومة اعتراف مأمور السجن بضربه، "قال إحنا ضربناه بس موصلش للعمى، ده أكيد بسبب نفسيته التعبانة، أو يكون هو ضرب نفسه". ومن جانبه، أكد الشيخ حمزة شقيق أحمد أبو شيته ما نقلته زوجة شقيقه في شهادتها ل"الوطن"، مضيفا أنه عند زيارتهم له شاهد أثار التعذيب على كتفيه، وأثار سحل على جانبيه، "قلت له مالك مش عايز تسلم علي، لقيته جلس يبكى وقال أنا مش شايف يا أخويا الحقني هيموتوني". وأشار الشيخ حمزة، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، إلى أنه توجه إلى اللواء حسين فكري مساعد وزير الداخلية لشؤون حقوق الإنسان يطالبة بعلاج شقيقه خارج السجن بعد تعرضه للتعذيب، والتحقيق مع الضباط الذي اتهمهم بتعذيبه، مؤكدا أن اللواء حسين فكري أجرى اتصالاته بمدير مصلحة السجون، وتم تشكيل مأمورية خاصة لزيارة شقيقه في استقبال سجن طرة. وأضاف أن النيابة واصلت تحقيقاتها مع الضباط المتهمين في تعذيبه، منذ أمس وحتي اليوم، وأخذت أقواله في قضية تعذيبه، مؤكدا أن شقيقه اتهم ضابطا برتبة رائد يدعي أشرف خفاجة في السجن، بتعذيبه، مؤكدا أن الضابط ومعه 4 مخبرين قاموا بسحله وتعليقه على الحائط 6 أيام متواصله، مشيرًا إلى أنه تم نقل شقيقه أحمد إلى سجن "ليمان طرة"، ومتابعة حالته الصحية عن طريق طبيب من خارج السجن، مؤكدًا أن هذه الإجراءات "مرضية" لهم، مضيفا "أخي يعالج والأطباء طمنأنونا بأن حالته عبارة عن انفصال مؤقت في الشبكية، والنيابة تحقق مع الضباط".