بدأت نيجيريا حملة عسكرية اليوم لطرد الإسلاميين المتشددين من قواعد في مناطقها الحدودية، بعدما أعلن الرئيس جودلاك جوناثان حالة الطوارئ في شمال شرق البلاد. ودخلت القوات النيجيرية إلى المنطقة بأعداد كبيرة، في إطار خطة للقضاء على تمرد من جانب جماعة "بوكو حرام" الإسلامية، التي سيطرت على أجزاء كبيرة من المنطقة. وقال بيان لمقر قيادة الدفاع إن "العمليات التي ستشمل نشر عدد كبير من القوات والموارد، تهدف إلى تأكيد وحدة أراضي البلاد وتحسين أمن (...) كافة الأراضي داخل حدود نيجيريا". وأكد سكان وصحفيون أنهم رأوا شاحنات تابعة للجيش تحمل جنودا تدخل مدينتي يولا عاصمة ولاية أداماوا، ومايدوجوري، بعد أن أعلن جوناثان حالة الطوارئ أمس في ثلاث ولايات؛ هي بورنو ويوبي وأداماوا، إثر هجمات شنها متشددون من الجماعة على أهداف حكومية. وأسفر التمرد عن سقوط آلاف القتلى وزعزعة استقرار أكبر دولة إفريقية منتجة للطاقة، منذ أن بدأ عام 2009. وتستهدف جماعة "بوكو حرام" قوات الأمن والمسيحيين والسياسيين في شمال نيجيريا، الذي يغلب المسلمون على سكانه. ومن المرجح أن يُهَدِّئ نشر القوات بعض منتقدي جوناثان، الذين اتهموه بعدم التحرك لمواجهة الأزمة، رغم أن بعض السياسيين في الشمال عبروا بالفعل عن قلقهم من تصاعد التوتر. ومن غير الواضح أيضا ما إذا كانت القوة العسكرية المعززة قادرة على الانتصار في معركة ضد عدو أثبت قدرته على الاختباء عند التعرض لضغوط، ليظهر من جديد في مكان آخر. وشوهدت ست شاحنات تقل جنودا قرب يولا. وفي مايدوجوري عاصمة بورنو، وهي أكبر مدن المنطقة ومهد المتمردين، قال سكان أيضا إنهم شاهدوا تدفقا للقوات. والأجواء متوترة في المدينة حيث أغلقت معظم المتاجر أبوابها وشوهد قليل من الأشخاص في الشوارع، كما أغلقت المدارس. وقال أحمد ماري، أحد سكان مايدوجوري، إن "ما رأيته هذا الصباح أفزعني (...) لم أشاهد قط من قبل تحركات جنود على هذا النحو". وأعلن جوناثان هذه الخطوة في كلمة أذاعها التليفزيون أمس، بعد تصاعد الهجمات على قوات الأمن وأهداف حكومية في معقل الإسلاميين بشمال شرق البلاد. وتأتي تعليمات جوناثان بعد تزايد الأدلة على أن جماعة "بوكو حرام" باتت أفضل تسليحا، وتسيطر الآن على جزء كبير من الأراضي حول بحيرة تشاد، حيث فر مسؤولون محليون. ويقول مسؤولون إن المتشددين يسيطرون على عشرة أحياء على الأقل في ولاية بورنو، ويستغلون الحدود التي يسهل اختراقها مع الكاميرون وتشاد والنيجر لتهريب أسلحة وشن هجمات. وحاصر عشرات من مقاتلي الجماعة، كانوا يركبون حافلات وشاحنات ويحملون مدافع رشاشة، بلدة باما في بورنو الأسبوع الماضي، وأطلقوا سراح أكثر من مائة سجين وقتلوا 55 شخصا معظمهم من رجال الشرطة وأفراد الأمن. وشكك بعض المسؤولين في حكومة بورنو في جدوى إعلان حالة الطوارئ، ما لم تتمكن قوات الأمن من كسب التأييد الشعبي. وقال ديفيد جون، المدير بحكومة الولاية: "حالة الطوارئ لن تغير شيئا إذا لم يتعاون الناس ويبدأوا في كشف أعضاء (بوكو حرام)". وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن انتهاكات ارتكبتها قوات الجيش في شمال شرق البلاد حولت السكان ضدها.