"نظرة يا رئيسة الديوان يا ست المشيرة"، لافتة أعلى الخيمة التي أقامها نائب الطريقة الرفاعية، الشيخ محمود طه مهران السوهاجي، أو "الخدمة"؛ حيث يتم طهي اللحم والأرز والخضار بمريدي السيدة زينب وغيرهم من الأولياء والصالحين. يرتدي "سديري" بعد أن خلع رداءه الأبيض، كي يطبخ بنفسه لمن يقصدون "الخدمة"، التي تتخد من سور المسجد الزيني ركنا وملجأ، الشيخ السوهاجي، جاء من صعيد مصر "جئت قبل يومين من جهينة بسوهاج حبًا وتبركًا بحفيدة رسول الله، السيدة زينب رضي الله عنها". يتابع وهو يقلب الخضار أمامه في آنية كبيرة "بطبخ بنفسي لمريدي ومحبي السيدة من الفقراء والبسطاء الذين يأتون من كل مكان لحضور الليلة الكبيرة (المولد) التي توافق الثلاثاء المقبل". وعندما سُئِلَ عن الانتخابات ولمن أعطى صوته، قال "لم أنتخب في الإعادة، لكني انتخبت في المرحلة الأولى ولن أصرح به لأنه سر بيني وبين الله، ويضيف "لا مرسي ولا شفيق الآن، نحن في حضرة سيدة المقام وسليلة نسل النبوة". وأجاب عن توقعاته بعد الانتخابات وهل يمكن أن تحدث فوضى، قائلا في لهجة يغلب عليها الثقة "مصر محفوظة ببركة الأولياء والصالحين وآل البيت". وقال منشأ "الخدمة": "أتمنى من الله أن يكون الرئيس القادم خادما للفقراء والمحتاجين، الذين لا يذوقون اللحمة إلا مرة واحدة في العام". ويساعد أبناء الشيخ السوهاجي، والدهم في خدمة الزوار والقادمين من محافظات مختلفة، ويوزعون القهوة والشاي ثم يقدمون الغداء عقب صلاة العصر، حتى الليلة الكبيرة "يوم المولد"، وعلى يمين "الخدمة" تسمع صوت المنشد الشهير ياسين التهامي يتغني بإحدى قصائد القطب الصوفي ابن الفارض، وهو ما يجعل زوار الخيمة يطربون بجلستهم الهادئة، غير عابئين بمشهد سياسي شديد الارتباك والتوتر وجولة إعادة لم تُحسم بعد.