ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه وبفوز حزب الرابطة الإسلامية في الانتخابات البرلمانية الباكستانية، يبدو أن نواز شريف رئيس الحزب والمرشح لمنصب رئيس الوزراء في باكستان سيقع على عاتقه الكثير في الفترة المقبلة من أجل النهوض بباكستان، والتي في حاجة ماسة إلى البناء من جديد. ولفتت الصحيفة، إلى أن تفاقم المشاكل التي تواجهها باكستان يشير إلى أنه ليس من السهل أن يسعى أي شخص لتولي مسؤولية حلها، لاسيما إذا حاول هذا الشخص، في إشارة إلى نواز شريف، مرتين سابقا وفشل في ذلك بطريقة مخزية. واعتبرت أن محاولة نواز الثالثة للوصول إلى سدة الحكم قد تكون بمثابة فرصة باكستان الأخيرة للحكم الديمقراطي، ما لم يدرك نواز ما سيتطلبه الأمر لإعادة بناء الأمة. وأشارت الصحيفة إلى وجود عدة مشاكل يجب على الحكومة الجديدة أن تتعامل معها ومن بينها ضرورة رفع معدلات الاستثمار والوعاء الضريبي، لبناء البنية التحتية بباكستان وتطوير التعليم والكهرباء، داعية نواز شريف إلى ضرورة استخدام أزمة ميزان المدفوعات التي تلوح في الأفق من أجل بدء محادثات مع صندوق النقد الدولي لترسيخ سياسات عدة مثل الإصلاح الضريبي لتشكل تحديا للنخب الإقطاعية الجديدةبباكستان. وأكدت الصحيفة ضرورة أن تبذل حكومة شريف أيضا المزيد من الجهد الجاد للتوصل لحلول بشأن أزمة الأمن، لاسيما قبل انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" من أفغانستان العام المقبل؛ مؤكدة ضرورة أن تتخذ فكرته بالتفاوض مع حركة طالبان والجيش على محمل الجد". ورأت أنه من الضروري أيضا أن يبدأ نواز شريف برسم استراتيجيات جديدة للجيش الباكستاني وتعاملاته الخارجية والداخلية لاسيما مع حركة طالبان، حيث عانى الجيش من خسائر فادحة في إطار حملته لكبح جماحها، من أجل تغيير نظرة العالم للجيش الباكستاني، الذي حكم البلاد لأكثر من نصف زمن منذ استقلالها عن المملكة المتحدة وتأسيسها عام 1947، إما من خلال انقلابات عسكرية أو من خلف الستار.