على مدى ما يقرب من ثلاثين عاماً هى عمر علاقتنا تقريباً، لم أرَ ابنى ميشيل غالى -أبو يوسف- على هذه الصورة!! كان وجهه الجميل غارقاً فى الدمع الهنون، وكان يولول مثل النساء، قلت: - ميشو.. مالك يا ولد؟ استمر فى العويل كأن لم يسمعنى: قلت: - ما بك يا ابنى؟ ارتفع صوت النحيب الآتى منه. قلت: - لا حول ولا قوة إلا بالله، مالك يا ميشو كفى الله الشر؟ قالت أم زينب: - اتركه الآن حتى يهدأ. قلت: - كأنك تعرفين سبب هذا البكاء الأليم؟ نظرت نحوى نظرة أعرفها وصمتت. قلت: - أم زينب، ماذا بكما أنت وهذا الولد؟ قالت: - ماذا بنا؟ لا شىء كما ترى. قلت ملهوفاً: - هل يوسف بخير؟ قالت على الفور: - يوسف بكل خير ربنا يخليه لأبوه. قلت: - زينب بخير؟ قالت بارتياح: - زينب بكل خير إن شاء الله. قلت: - إذن ماذا؟ لماذا يبكى ميشو هكذا كالنساء؟ قالت وهى مرتبكة: - صدقنى لم يحدث شىء. قلت: - وهل يبكى لأن شيئاً لم يحدث؟ هذه جديدة يا أم زينب! قالت: - استهدا بالله لأنك وترتنا معاك وحّد الله. قلت: - لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله. قالت من بين دموعها: - البقية فى حياتك فى الدكتور أشرف! صرخت: - آااااااه، إذن كان يخدعنى عندما قال لى: - صدقنى يا أبو نوارة بأننا سوف نحتفل معاً بانتصار ثورة 25 يناير 2012 وسوف يكون حوش قدم هو موقع الاحتفال! إذن كنت تخدعنى يا أشرف يا صديقى الحبيب الغالى كما فعلها ابنى العزيز الغالى حسين شقيق أم زينب وخال زينب العزيز الغالى: هل تذكر يا أشرف ماذا قلت أنت عن حسين حينما رحل فجأة كما فعلتها أنت يا حبيبى، لقد قلت لى ونحن نجلس معاً منفردين: - الواد حسين خدنا على خوانة يا أبو النجوم! ما زالت هذه الجملة البليغة تعيش بداخلى حتى الآن وعندما قلت أنت لأخيك حاتم: - أنا خايف يا حاتم. وحين سألك: - خايف من إيه يا أشرف؟ قلت: - خايف من لحظة رحيل نجم لأنها ستسلمنى إلى الوحدة والأحزان. وها أنت يا أشرف تسبقنى وتفعلها لتتركنى ليس للوحدة لأنك ما زلت معى وليس للأحزان، لأننى أستعد الآن لأفراح انتصار ثورة 25 يناير المجيدة.