أطاح التعديل الوزاري الجديد بوزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب، ليتولى المهمة خلفا له أستاذ بالمعهد العالي للسينما، هو الدكتور علاء عبد العزيز. ومن اللافت قلة المعلومات المتوافرة عن الوزير الجديد، غير أنه تخرج في مدرسة التوفيقية الثانوية، والتحق بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون، وحصل على درجة الدكتوراة عام 2008، وموضوعها: "فلسفة ما بعد الحداثة والسينما"، ويبلغ من العمر 51 عاما. ويعمل عبدالعزيز، عضوا بهيئة التدريس بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون، قسم المونتاج، وكان أحد أساتذة الأكاديمية الذين وقفوا إلى جانب حركة الاحتجاجات بمكتب وزير الثقافة السابق بالزمالك، خلال فترة اعتصام أساتذة الأكاديمية، اعتراضا على ممارسات رئيس أكاديمية الفنون الدكتور سامح مهران. لكن الأهم في مسيرة "الصعود المفاجئ" للرجل، أنه نشر مقالا على بوابة "الحرية والعدالة"، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها، في الأول من يناير الماضي، ليكشف فيه عن توجهاته وربما ل"يعرض بضعته"، حيث رفض في مقاله ما أسماه ب"استنساخ ثورة يناير" في مواجهة رئيس منتخب، بإعادة إنتاج شعارات الثورة، كما أكد أن الإعلام المكتوب والمرئي، لعب دورا رئيسا في ذلك، حيث عملت الصحف الحكومية والحزبية والمستقلة والقنوات الفضائية الخاصة، بل الخاضعة للدولة، بحسب تعبيره، على تحويل انتباه ورغبة المواطن في تطهير أجهزة الدولة، إلى التركيز على إشعال التناحر بين التيارات السياسية المختلفة، بل اصطناعه في أوقات كثيرة، وقد لقى هذا التحول موافقة من جانب بعض المجموعات السياسية، ورغبة فى حدوثه، عسى أن تُحقق من خلاله أي مكاسب على أرض الواقع، بحسب مقال "الأستاذ" الذي أصبح وزيرا بعد نشر المقال بخمسة أشهر فقط. وقال عبدالعزيز في مقاله "لذا حاولوا أن يقدموا الشكل البصري والسمعي الذي صاحب ثورة يناير، وتخيلوا أن خروج بعض المسيرات التي تردد نفس شعارات الثورة كان كافيا لحشد الشعب واندفاعه خلفها، وتوهموا أن تكرار وضع عدد من الخيام في قلب ميدان التحرير بصورتها المستنسخة من ثورة يناير، يمكن أن يعيد إنتاج ثورتهم المصنوعة سلفا، بل قاموا باستنساخ حرق مقرات الحزب الوطنى المنحل، بحرق بعض مقرات حزبي الحرية والعدالة والنور، وتخيلوا أن ذلك كان كافيا لإطلاق عدوى الحرق الجماعية لدى جموع الشعب" حسب قوله.