قال عطا الله محمد، ناشط سوري متنقل بين تركيا وسوريا، إن قصف إسرائيل بعض المواقع المهمة مساء السبت بمنطقة "جماريا" بدمشق، محاولة منها لحماية أمنها القومي من خطر الصواريخ التي يمتكلها الجيش السوري النظامي، ويمكن أن تقع في يد جماعات إرهابية قد تستخدمها ضد تل أبيب. وقال محمد في تصريحات ل"الوطن": "بشكل عام إسرائيل فقدت الثقة في مقدرة النظام السوري على حماية نوعية معينة من الأسلحة. هذه النوعية التي تشمل صواريخ ضد الطائرات وصواريخ بعيدة المدى تخشى إسرائيل من وقوعها في يد جهة ما تستخدمها ضدها، كحزب الله أو غيره". وأضاف "إسرائيل تتصرف في المنطقة على أنها بلطجي مسنود لا يستطيع أحد أن يواجهه، فهي على مر التاريخ تفعل أي شيء تدافع به عن أمنها القومي تحت أي حجة، وهذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها مواقع سورية". وأشار محمد إلى أن "إسرائيل تقصف أهدافًا سورية داخل دمشق وخارجها، بالتحديد مواقع عسكرية سورية في لبنان"، نافياً أن يكون القصف الإسرائيلي، كما أشيع، يهدف إلى قصف الأسلحة الكيماوية السورية ف"الأسلحة الكيماوية ليست موجودة فقط في المواقع التي ضربتها إسرائيل، كما أن النظام السوري لا يستطيع استعمال السلاح الكيماوي ضد إسرائيل، إلا إذا تم عن طريق الصواريخ، والتي سعت إسرائيل من خلال القصف إلى تدميرها". وكشف محمد عن أن القصف الإسرائيلي هو جزء من مخطط أوسع لدى تل أبيب، وهو تفتيت قوة الجيش السوري النظامي، بهدف تساوي القوة المتصارعة في سوريا، ما يؤدي إلى خلق حرب طائفية متوازنة "لا غالب فيها ولا مغلوب"، مؤكداً أن "ضرب إسرائيل لهذه المواقع يساعد في تحويل الجيش السوري النظامي إلى ميليشيا، فتعداد جيش النظام يتناقص باستمرار بفعل العزوف عن الالتحاق به بجانب الانشقاقات، وبالنسبة للأسلحة فتدمير المخزون الاستراتيجي والأسلحة النوعية سيضع جيش النظام بالتساوي مع أعدائه، وكل هذا في سبيل قيام حرب طائفية متوازنة في سوريا، حتى يستطيعوا تكريس صيغة انفصالية معينة". وعن ضرب مواقع الكتيبتان 104 و105، قال محمد " قد يظهر أنها في مصلحة الجيش الحر، ولكن إسرائيل عندما ضربت مواقع الكتيبتين المذكورتين كان مصلحة لها تتمثل في القضاء على نقطة تفوق لجيش النظام، ولكن ليس لمساعدة الجيش الحر، إسرائيل يهمها ألا يتفوق الجيش الحر في سوريا، هذا نوع من تقاطع المصالح وليس تكاملها".