انتشرت ظاهرة «التحرش الجنسى» بالفتيات داخل المجتمع السوهاجى خلال الآونة الأخيرة، فيما شكل رئيس الجامعة لجاناً شعبية من اتحاد الطلاب للدفاع عن الطالبات وحمايتهن من هؤلاء البلطجية، وخاطب مديرية الأمن ومحافظ الأقليم للتدخل. كانت «الوطن» رصدت واقعة للتحرش بإحدى الطالبات أمام البوابة الجنوبية لجامعة سوهاج التى يوجد خلفها «العشرات» من سيارات الأجرة «السرفيس» وعربات التاكسى، حيث فوجئ الجميع بما فيهم «أمن الجامعة» بصراخ إحدى الفتيات والتى اتضح أنها طالبة بالجامعة «أ.س» وعدد من الصبية والسائقين يمسكون جسدها، وعندما حاول معيد بالجامعة إنقاذها اعتدى السائقون عليه بالضرب والسب، حتى تمكن حرس الجامعة من إنقاذها. روت الفتاة وهى فى حالة انهيار تام ونوبة بكاء شديدة، ما تعرضت له من تحرش جنسى من قِبل «الصبية» بأنها لم تكن تتوقع أن يحدث لها أو تجد نفسها فى هذا الموقف، بالرغم من أنها كانت ترى بعينها مواقف كثيرة لطالبات أخريات يتعرضن لنفس هذه الأفعال الحقيرة. وأضافت أن معظم هؤلاء الشباب يتعاطون المخدرات، والجميع يرون تصرفاتهم ويخشون من رد فعلهم. وقال «جمعة.أ» الذى كان برفقة الطالبة خلال الواقعة، إن ما حدث جريمة بكل المقاييس، ويجب على الجميع تحمل مسئوليتهم، وإنه أخذ رقم السيارة الأجرة وسوف يحرر محضراً بالواقعة. فيما أضافت «إنجى.ع» طالبة بكلية الآداب أن التحرش بالفتيات والسيدات أصبح ظاهرة لا يجب السكوت عنها، وأنها شاهدت كثيراً محاولات التحرش سواء فى وسائل المواصلات أو فى الشوارع أو داخل الحرم الجامعى، كما تعرضت لواقعة خطيرة، حيث كانت تسير هى وشقيتها الصغرى بأحد شوارع مدينة سوهاج، وفوجئت بأحد الأشخاص كان يستقل دراجة بخارية ويلبس جلباباً أبيض وكان لديه «لحية صغيرة» بجذب شعرها، لدرجة أن خصلة من شعرها قد نزعت فى يده. وأكدت «سلمى.أ» الطالبة بكلية التربية، إن التحرش لم يقتصر فقط على السائقين أو الصبية أو البلطجية، بل امتدت الظاهرة إلى داخل الحرم الجامعى، وقد شهدت أكثر من مرة مثل هذه التصرفات، وأن أمن الجامعة يعلم جيداً بمثل هذه الوقائع، حيث إن هناك العشرات من الشكاوى فى هذا الصدد. من جانبه، أكد الدكتور نبيل نورالدين رئيس جامعة سوهاج فى لقائه مع «الوطن» أنه اضطر لتشكيل «لجان شعبية» من اتحاد طلاب الجامعة للدفاع عن الطالبات وحمايتهن من هؤلاء البلطجية «المتحرشين» خاصة سائقى سيارات الأجرة السرفيس والتاكسى. وقال إن بعضهم يدخل من بوابة الجامعة ليحملوا سياراتهم، ما أدى إلى حدوث مشاجرات مع أفراد الأمن، وهو ما دعاهم إلى بدء إجراءات «تسليح» عدد من موظفى الحرس الجامعى. وتابع رئيس الجامعة بأنه استغاث أكثر من مرة وخاطب مدير الأمن ومحافظ سوهاج، من أجل المساعدة فى تأمين حياة الطالبات وعدم تعرضهن للتحرش على أيدى مجموعة بلطجية يتخذون من سيارات الأجرة والتاكسى وسيلة لتنفيذ جرائمهم، ولكن كان تحركهما ليس على المستوى المطلوب. وأضاف رئيس الجامعة أن مشكلة الطالبات وتعرضهن لتصرفات غير مسئولة من قِبل السائقين والصبية، دائماً ما تحدث فى فترة بعد الظهر، وأنها تقع بشكل يومى. وأكد «نورالدين» أنه خلال الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للجامعات، تم طرح دراسة ومنظومة أمنية جديدة ومتكاملة لتطبيقها فى الجامعات المصرية، ودراسة عمل بوابات إلكترونية، ووضع كاميرات مراقبة داخل الجامعة وعلى أسوارها، وزيادة أعداد أفراد الحرس الجامعى. وطالب من خلال «الوطن» الطالبات بعدم الخروج بمفردهن، حتى لا تتعرض إحداهن لمثل هذه التصرفات والانتهاكات الجسدية.