أبدى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قلقه الشديد للوضع في سوريا الذي يتأزَّم يومًا بعد يوم، خصوصا في ظل ما تتداوله وسائل الإعلام من احتمال وجود أسلحة كيماوية، يدفع ثمنها الشعب السوري التوَّاق للحرية والعدالة والعيش الكريم، والمستحق للمناصرة والتأييد. كما أبدى شيخ الأزهر قلقه أيضًا للوضع المتأزم في العراق الشقيق، وطالب المسؤولين بضرورة النزول لإرادة الشعب، وتحقيق المطالب المشروعة للحراك الشعبي الذي يتزايد يومًا بعد يوم، والذي يطلب العدل والمساواة والولاء للوطن، ويأمل في مكافحة الطائفية والتمييز. جاء ذلك قبل سفر شيخ الازهر للإمارات لاستلام جائزة الشيخ زايد آل نهيان لشخصية العام الثقافية على مستوى العالم الإسلامى. ويرافق شيخ الازهر وفد من وزير الثقافة محمد صابر عرب والدكتور سعيد توفيق أمين عام للمجلس الأعلى للثقافة والدكتور الأحمدى أبوالنور وأحمد معبد من هيئة كبار العلماء. وأكد الدكتور محمد الأحمدي أبوالنور، عضو هيئة كبار العلماء ووزير الأوقاف السابق، أن هذا التكريم هو تكريم للعلم وللأزهر ولشخصية الإمام الأكبر التي لقيت في العالم العربي والإسلامي وفي العالم كل تقدير واحترام. وأشار إلى أن الدعوة الموجهة من دولة الإمارات فهي تجسيدٌ خاص لشيخ الأزهر؛ باعتباره شخصية العام علميًّا وفكريًّا وثقافيًّا ومنهجيًّا، وتنويهًا لهامته وقامته، وينبغي أن ننوِّه بمنهجه العلمي الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، والفكر النيِّر، المنضبط بالكتاب والسنة، البعيد كلَّ البعد عن التشدُّد والغلو، أو التسيب والتفلُّت من الأحكام الشرعية. ولفت الى ان الإمام حريص على الوسطيَّة، فهو حريص على أن يكون الأزهر موئلاً للفكر الإسلامي الصافي، وجامعًا بين التراث الحضاري للأمَّة، مع الانفتاح على الفكر المعاصر تحليلاً ودراسة ومقارنة؛ حتى يواكب أبناء الأزهر الفكر الحديث مع الالتزام مع أحكام الشريعة الإسلامية. وقال الدكتور سعيد توفيق، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وعضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد، : إننا سُعَداء بنيل الإمام الأكبر جائزة شخصية العام، حيث حصل على اجماع لجنة الجائزة برغم تنوُّع أعضاء اللجنة في الاتجاهات والمشارب والجنسيات، وأعتقد أن هذا الاستحسان لهو دليلٌ على المكانة الجليلة للإمام الأكبر، سواء على المستوى العلمي الأكاديمي، أو المستوى الإنساني والرمزي، فرمز الأزهر الذي يعبر عن الهوية الدينية لمصر، تلك الهوية التي تتمثَّل في روح الإسلام السمح، الذي تميل إلى الاعتدال، ولا تعرف التشدد أو الغلو، والحقيقة أن هذه الروح لتتمثَّل في فكر الإمام فحسب، وإنما تتمثَّل أيضًا في طبيعته الشخصية. وأشار الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء إلى أن الطيب يستحق الجائزة تقديرًا لمكانته العالمية، ولجهوده المتواصلة لجمع شمل الأمَّتين العربية والإسلامية، ونبذ الخلاف والفُرقة، والحث على رُوح الأخوَّة والتعاون بين شعوب الأمتين العربية والإسلامية، إضافةً إلى ما يُسهم به من خطوات عمليَّة لتحقيق السلام الإقليمي والعالمي، وتعميق روابط المحبة والوئام.