سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» ترصد معاناة الفلاحين مع القمح.. وأزمة السولار حولته إلى «حصاد الكابوس» فلاحو الغربية: تكلفة زراعة القمح ارتفعت 90% عن العام الماضى.. ولن نورده للحكومة قبل تحديد سعره
«الحصاد المُر».. هكذا وصف فلاحو الغربية حصاد محصول القمح لهذا العام، وقال عبدالفتاح بدر، فلاح بإحدى قرى مركز قطور، إن حصاد هذا العام هو الأسوأ على مدار سنوات عمره التى قضاها فى الفلاحة والتى تجاوزت ال50 سنة الماضية، موضحاً أن محصول القمح هذا العام وصلت تكلفته من وقت زراعته حتى حصاده نحو 2300 جنيه، فى حين أنه فى العام الماضى كانت تكلفة الفدان لا تتعدى ال1600 جنيه، مما تسبب فى خسائر للفلاح الذى يدفع تكاليف الحصاد وإيجار الأرض ويسدد ديونه لتجار الأسمدة وفى النهاية تكون مكافأته «المر» والاستدانة. وأضاف «بدر»: الفلاح يواجه حربا من المسئولين لتكبيده خسائر فى كل زرعة يقوم بزراعتها، حتى القمح المحصول الذى علقنا عليه أملا كبيرا فى تعويض خسارتنا من المحاصيل السابقة. وانتقد «بدر» ما وصفه بإهمال الحكومة، وقال إن حكومات ما قبل الثورة كانت تحدد سعر توريد القمح قبل حصاده بشهرين، وحتى الآن لم يخرج علينا مسئول فى حكومة هشام قنديل ليحدد لنا سعر توريد القمح للشون الحكومية. ويضيف عبده الشهاوى، فلاح: أصبحت هناك أنواع معينة من المحاصيل لم تعد تزرع بأراضينا، ومنها القطن، بسبب الخسائر التى لحقت بالفلاح الذى خرج فى نهاية عامه الزراعى مدينا، وعلق آماله على محصول القمح ليسدد ديونه ويقضى بعض احتياجاته الأسرية والمعيشية، لكن انضم القمح هذا العام لقائمة المحاصيل التى تسبب الخسارة للفلاح. وحول تكلفة زراعة الفدان، قال الشهاوى إن فدان القمح هذا العام وصلت تكلفته لنحو 2300 جنيه بداية من شراء التقاوى ب140 جنيهاً والرى الذى وصل هذا العام ل300 جنيه بفارق 140 جنيهاً عن العام الماضى، والأسمدة التى ارتفع سعرها أيضاً ليبلغ سعر شيكارة اليوريا 170 جنيهاً، فمعدل الفدان من 4 إلى 5 شكائر وتكلفة الفدان فى الأسمدة وصلت ل510 جنيهات، ثم تكلفة الحصاد «ضم وتجميع ودراس» وارتفع سعر ضم القيراط بنسبة 90% عن العام الماضى بسبب أزمة السولار، حيث زاد من 10 جنيهات إلى 19 جنيها فأصبح الفدان يكلف نحو 400 جنيه فى الضم فقط، بعد أن كان 240 جنيهاً فى العام الماضى. وأضاف أن مرحلة الجمع والدراس تكلفت نحو ألف جنيه فالعامل زاد أجره من 50 جنيهاً فى العام الماضى إلى 70 جنيهاً هذا العام، والفدان الواحد يحتاج لنحو 10 عمال بما يعادل 700 جنيه أجرة عمالة، ثم أجرة ماكينة الدراس وقد ارتفع سعر الساعة من 40 جنيهاً فى العام الماضى إلى 80 جنيهاً هذا العام والفدان يحتاج نحو 4 ساعات دراس. وأكد أن تكاليف زراعة القمح وحصاده زادت على عاتق الفلاح هذا العام بنسبة 90% عن العام الماضى بداية من تكلفة التقاوى مرورا بسعر السماد وساعات الرى، رغم أننا لم نتطرق لمجهود الفلاح وعائلته خلال الزراعة والاعتناء بالقمح، هذا إلى جانب أن غالبية المزارعين ليست أرضهم التى يزرعون فيها القمح بل قاموا باستئجارها من غيرهم فإيجار الفدان خلال 6 أشهر هى مدة زراعة القمح وحصاده 2800 جنيه. ووصف السيد جمعة، فلاح، حصاد القمح هذا العام بأنه مُر من جميع الجوانب سواء من تكلفة الرى أو الزراعة أو السماد أو الحصاد، انتهاء بأزمة السولار التى جعلت حلم الفلاح بحصاد المحصول كابوسا، مبينا أن الفلاح يضطر أن يقوم بنفسه بشراء السولار من محطات الوقود مستخدما الجراكن وتسليمها لأصحاب الجرارات وقت حصاد محصوله مقابل تخفيض سعر الدراس، وقال: منا من يعجز عن ذلك فيستخدم النظم البدائية فى جنى محصوله حيث يستخدم المنجل فى ضم القمح وهذا أيضاً تكلفته أعلى بكثير من ضم الماكينة الزراعية. إلى ذلك، أكد عدد من الفلاحين رفضهم توريد محصول القمح لشون الحكومة قبل تحديد سعر عادل بعد ارتفاع تكلفة المحصول فى هذا العام عن العام الماضى، مبررين ذلك بخوفهم من تكرار ما حدث لهم فى محصول الأرز عندما أعلن الرئيس محمد مرسى أن سعر الطن بشون الحكومة 2000 جنيه وهو ما لم يتحقق حيث رفضت الشون الاستلام بهذا السعر من التجار والذين بدورهم لم يقوموا بشراء الأرز من الفلاحين إلا ب1600 جنيه وهو ما سبب للفلاح خسائر كبيرة.