أكدت وزارة الخارجية السورية اليوم، أن اختطاف المطرانين السوريين بولس يازجي متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذكس ويوحنا إبراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس، يأتي في سياق النشاط الإرهابي المتطرف الذي تمارسه المجموعات المسلحة المرتبطة بجبهة النصرة ومرتزقتها الأجانب بدعم خارجي. وقالت الخارجية، في رسالتين متطابقتين بعثت بهما إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، إن هذا الحادث يأتي في إطار مخطط يستهدف رموز العيش المشترك والتسامح وهو المخطط الذي استهدف أحد أبرز علماء العالم الإسلامي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي مؤخرا. وأشارت إلى أن مجموعة مسلحة يقودها إرهابيون شيشانيون من تنظيم جبهة النصرة قامت باعتراض السيارة التي كان يستقلها المطرانان في منطقة غربي مدينة حلب أثناء عودتهما من مهمة إنسانية كانا يقومان بها، واغتالت الشماس الذي كان يقودها واختطفوا المطرانين إلى جهة مجهولة. وأكدت الخارجية عزم سوريا على الاستمرار في مواجهة هذا "الإرهاب التكفيري المنظم" الذي يستهدف وحدتها الوطنية وتلاحم مجتمعها الغني بتنوعه الثقافي والديني والعرقي والاجتماعي الذي ميز الحياة فيها طوال مئات السنين والذي بات رمزا من رموز العيش المشترك في المنطقة بأكملها يدفعها في ذلك وعي شعبها وإصراره على مواجهة الفكر الاستئصالي المتطرف. ووفقا للرسالتين، فإن الحكومة السورية واستكمالا لرسائلها السابقة إلى مجلس الأمن، تطالب مجددا بوضع حد لإرهاب المجموعات المسلحة وتحذر من تبعات هذا الإرهاب المتطرف الذي لا يعرف حدودا لجرائمه. وتتطلع الحكومة السورية إلى إصدار بيان واضح من مجلس الأمن يؤكد رفض المجتمع الدولي لهذه الجرائم المدانة وعزمه على محاسبة مرتكبيها ومن يقف خلفهم ويدعو كل الدول إلى احترام التزاماتها القانونية بالامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم للإرهاب بغض النظر عن مكان أو زمان حدوثه أو مبرراته. واختتمت دمشق رسالتيها مؤكدة من جديد أن التسوية السياسية التي تقوم على الحوار الوطني بين السوريين وبقيادة سوريا تستوجب وضع حد للعنف الذي تمارسه المجموعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بالقاعدة عبر الضغط على الدول التي تقدم كل أشكال الدعم لهذه المجموعات للكف عن تسعير العنف والإرهاب عبر توفير الدعم المادي والتغطية السياسية والإعلامية له.