فى عام 2003 كان المستشار على داوود رئيس نيابة وسط القاهرة الكلية مديراً لنيابة حوادث شمال الجيزة.. لا يزال يتذكر تلك الجريمة التى حدثت فى منزل أحد الدبلوماسيين العرب بالدقى وراح ضحيتها نجله صاحب ال 5 سنوات. المستشار على داوود يقول: تلقيت بلاغاً من قسم الدقى بوجود جريمة قتل بأحد العقارات، انتقلت على رأس فريق من النيابة للمعاينة، وتبين من معاينة الشقة الواقعة فى آخر طابق سكنى بالعقار، أن الجانى تمكن من مغافلة حارس العقار وقفز من فوق السطح إلى الشقة من خلال إحدى النوافذ، وفور دخوله إلى الشقة دلف إلى المطبخ وتناول بعض الطعام وشرب «بيبسى»، وبدأ يتجول فى الشقة، وأثناء ذلك استيقظت الخادمة والمجنى عليه صاحب ال 5 سنوات ليشرب كوباً من الماء ولاحظا وجود حركة غير طبيعية بالشقة وبعثرة فى محتوياتها وفوجئا بالجانى ينقض عليهما. بادر المتهم بضرب المجنى عليه الأول، ثم أوثق الخادمة ب«حبل» وكمم فمها ب«إيشارب»، وبينما يهم بالهرب لاحظ أن المجنى عليه يتحرك وقبيل إصدار أصوات استغاثة عاد ولف المجنى عليه بالستارة ليلقى حتفه مختنقاً ثم استولى على مبلغ مالى ولاذ بالهرب. فى البداية كانت الشكوك تحوم حول الخادمة ووضعناها تحت المراقبة وشرعنا فى فحص عدد من المشتبه بهم وذوى السوابق الإجرامية بالمنطقة وطلبنا تحريات المباحث حول الواقعة، وأثناء التحقيقات الأولية أخبرنا والد المجنى عليه أن المتهم استولى على هاتف محمول خاص به، وأجرى اتصالات بأقاربه بإحدى الدول العربية لإرسال بياناته وبعد 3 أيام حصلنا على كل بيانات الجهاز، وأخطرنا شبكات المحمول لتتبعه حتى توصلنا إلى مكان اختباء الجانى بعد رصد عدة مكالمات من الهاتف بمنطقة باب الشعرية.. وتم إجراء أكمنة له حتى تم ضبطه. فى التحقيقات أقر المتهم بأنه جاء من محافظات الوجه البحرى للبحث عن عمل وبعد أن شعر بالإرهاق من السفر جلس على أحد المقاهى بمنطقة رمسيس وشرب كوباً من الشاى، وبحلول الساعات الأولى من الصباح ساقته قدماه إلى الدقى ووقعت عيناه على العقار بعد أن بهرته فخامته واختمرت فكرة السرقة فى ذهنه، وأقر بأنه تمكن من مغافلة حارس العقار، وتسلل إلى الشقة من خلال السطح وأنه عقب دخوله الشقة أسرع إلى الثلاجة وبدأ فى تناول بعض الأطعمة لشعوره بالجوع وأثناء ذلك شعر باستيقاظ شخص ما ليفاجأ بأنه المجنى عليه وأضاف أنه خنق الطفل وعاجل الخادمة بعدة ضربات حتى فقدت وعيها واستولى على مبلغ مالى وهاتف محمول أجرى به عدة مكالمات بمنطقة باب الشعرية.. وبعد انتهاء التحقيق معه وجهنا له تهم القتل العمد والسرقة بالإكراه وحيازة سلاح أبيض وعاقبته المحكمة بالإعدام شنقاً.