أدعوكم اليوم أصدقائى لممارسة رياضة من أمتع الرياضات، رياضة العقل الممتعة التى لا تحتاج إلى كرة أو ملاعب أو مضارب، رياضة تمارسونها مع صديق أهم صفاته الأمانة والصدق، يعلمك ويوجهك فى لين ورفق.. إنه الكتاب، قراءة الكتب هى سياحة فى عقول وتجارب الآخرين.. يمضى البشر ويبقى تأثيرهم حياً بين صفحات الكتب.. ومهما بلغ عدد أصدقائك لن تستطيع صديقى الاستغناء عن الكتاب فهو أوفى صديق، وكل كتاب تقرأه هو صديق جديد لك. وكما أن الرياضة البدنية تقوى الجسم والعضلات، فإن القراءة كما قال إديسون صاحب الألف اختراع هى رياضة العقل، فهى تجعل الذهن صافياً والأفكار مرتبة. والكتب التى تقف على أرفف مكتبتك يعلوها الغبار أحياناً ليست مجرد أوراق ساكنة، لكنها عقول تعيش وتتنفس بين الحروف والأوراق فى انتظار أن تمد يدك إليها لتنبض بالحياة. فالكتب كالبشر لها ملامح وحياة وصفات وأسماء، والعظيم منها يولد ولا يموت، وكلما تقدم بها العمر ازدادت شباباً وتألقاً، سطورها مصابيح حضارة وحروفها مفاتيح تقدم واستنارة. وقديماً قال الشاعر العربى الكبير أبوالطيب المتنبى بيتاً رائعاً جمع فيه بين رياضة الجسم والعقل، بين الفروسية والقراءة فقال: أعزُّ مكانٍ فى الدُّنى سَرْجُ سابحٍ... وخيرُ جليسٍ فى الزَّمانِ كتابُ وأيضا قال أمير الشعراء أحمد شوقى عن الكتب: أنا من بدَّل بالكتب الصِّحابا... لم أجدْ لى وافياً إلّا الكتابا أما العالم الإنجليزى الشهير إسحاق نيوتن، مكتشف قانون الجاذبية الأرضية، فقد تحدث عن سر عبقريته فقال: «وقفت على أكتاف من سبقنى من العلماء والعباقرة بقراءة كتبهم». بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للكتاب فى 23 أبريل من كل عام، أدعوكم أصدقائى لرحلة مع قصة الطباعة المدهشة وميلاد أول حرف مطبوع كان سبباً فى انتشار الكتب.