كنت أسير كعادتى فى الطريق آملا فى التمتع بنسمات الربيع الجميلة التى تميز شهر ابريل ولكن فجأة وجدت نفس محاطا بعاصفة ترابية شديدة فعدت الى المنزل مفضلا متابعة أخر الأخبار فى مصر والعالم وأنا اتناول كوبا من شراب الكركديه الدافئ وهو ما اصفه بكوب الوداع حيث أعتزم تناول الكركديه مثلجا فى الفترة القادمة فقد نصحنى أحد المقربين بتناوله باردا لخفض ضغط الدم فى زمن تواصل فيه الضغوط إرتفاعها الى عنان السماء. وتابعت بهدوء الإحتفالات بأفضل صديق.. الكتاب, وتحديدا باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف, فى شتى أنحاء العالم وهو اليوم الذى تم تخصيصه من أجل دعم عادة القراءة ونشر الكتب وحماية الملكية الفكرية من خلال التذكير بالحفاظ على حقوق المؤلف المادية والأدبية. ومما جذب إنتباهى أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) نصحت جميع سكان كوكب الأرض بكيفية المشاركة فى إحياء هذا اليوم المتميز. وقد إقترحت المنظمة 8 خطوات يمكن لكل منا القيام بها أو ببعضها أملا فى إحياء يوم الكتاب على المستوى العالمى. وكانت تلك الخطوات هى: 1- إستعينوا بموقع على الإنترنت لتحميل كتب قديمة قيمة مضى على نشرها قرن كامل من الزمان. 2- تحدث مع الأصدقاء أو الأقارب عن أحب الكتب أو المؤلفين اليك وقدم الكتب كهدايا. 3- حاول أن تكتشف كتب جديدة لم تعتد قراءتها. 4- تبرع بكتاب أو أكثر بتركه على مقعد فى الحديقة العامة أو بوسائل المواصلات العامة مع وضع ورقة صغيرة مكتوب عليها "استمتعوا باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف". 5- إبحث عن طريقة للتبرع ببعض الكتب التى لاتحتاجها للمناطق الفقيرة أو المدارس أو المكتبات فى الأماكن النائية والمنكوبة. 6- تعرف على قضايا قرصنة الكتب. 7- قم بتنظيم حملات لمبادلة ما لديك من كتب قديمة أو تبرع بها من خلال نشر أخبار حملتك على الإنترنت أو فى منطقتك. 8- شجع المحيطين بك على تنظيم جلسات لقراءة الكتب ولا تتردد فى دعوة الشخصيت البارزة على المشاركة. عقب إنتهائى من قراءة المقترحات السابقة وجدت أن بالإمكان القيام بنشاط أو اثنين من تلك التى وردت بالقائمة. ولاحظت أن هناك محاولة لإشراك الإنترنت (الإليكترونى) فى الترويج للكتاب الذى غالبا ما يتخذ, حتى اليوم على الأقل, الهيئة الورقية وهى محاولة جيدة وحكيمة لتحويل التنافس الى تكامل بين "الإليكترونى الرقمى" و"الورقى". ولكن يجب أن نكون صرحاء مع انفسنا ..هل كان هناك من إبدوا الإهتمام بهيوم الكتاب فى مصر؟ الإجابة هى نعم وبكل تأكيد وإن كان الإهتمام محدودا جدا ومقصور على قلة من المصريين المعنيين بالقراءة أو الكتابة كمهنة ولكن بالنسبة للباقين فقد إنشغلوا تماما بسباق الرئاسة وبالألاعيب الإنتخابية التى تدور بين الأطراف الرئيسية للعبة السياسية فى مصر. وعلى الرغم من أن الطريق مازال طويلا حتى يعتاد الطلبة فى الحضر والريف المصرى على عيد الكتاب أو تطبيق المقترحات السابقة فإن الأمل كبير فى غد أفضل. وقد قالوا عن الكتب: دون كلمات أو كتابة أو كتب لم يكن ليوجد شيء اسمه تاريخ، ولم يكن ليوجد مبدأ الإنسانية. وقالوا: ليس عليك أن تحرق الكتب لتدمر حضارة، فقط إجعل الناس تكف عن قراءتها لتدمر حضارة. وقالوا: يجب أن يكون الكتاب فأساً للبحر المتجمد فينا. وقالوا: أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنَى سَرجُ سابِحٍ وخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كتابُ. وعندما فرغت من تذكر شعر أبو الطيب المتنبى عن الكتاب شربت بقايا كوب الكركديه ونظرت الى الأفق فى صمت. المزيد من مقالات طارق الشيخ