قال الكاتب الأمريكي المخضرم توماس فريدمان إنه رغم أن مرتكبي تفجيرات بوسطن لا يزالون مجهولين، وكذلك السبب وراء فعلتهم هذه، إلا أن رد الفعل الأفضل إزاء التفجيرات يتمثل في المضي قدما وعدم التوقف للبكاء على ما حدث. وأضاف الكاتب، في مقاله الذي أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم، أن هذا الأمر سيثبت للإرهابيين أن التفجيرات لم يكن لها أي تأثير يذكر على المجتمع الأمريكي وحياته، وهو ما قد يكون ظهر بعضه في تصرف الجمهور الذي كان حاضرا وقت الهجوم، ليثبت لهؤلاء المعتدين أن التفجيرات لم تنل منه شيئا. ودعا الشعب الأمريكي للاتحاد والتصدي للإرهابيين، من خلال عدم السماح لهم بالإفلات من هذه الجريمة المروعة دون عقاب عادل، إضافة إلى تكريم القتلى عن طريق تقديس القيم الأمريكية وتأكيد الرغبة في الحياة، وما يماثلها من أشياء تزيد من القوة الأمريكية وتقرب أبناء الشعب من بعضهم البعض، كما دعا إلى تحديد موعد آخر لماراثون بوسطن في القريب العاجل. وأوضح فريدمان أن الإرهابيين يدركون هذا الأمر جيدا، بل إنهم يتغذون على ذلك، مشيرا إلى أن الإرهاب الحديث بات يستخدم في التفجيرات مكونات بسيطة التركيب ورخيصة الثمن لا تتعدى تكلفتها مائة دولار، مصنوعة من مواد عادية جدا في متناول أي أحد ومتوفرة في المتاجر التي يرتادها الجميع، خاصة طنجرة الضغط المعبأة بالمسامير والقطع المعدنية، ليجعل كافة الأشخاص والأشياء حولنا مصدر للاشتباه. واعتبر أن هذا الأمر يمكن أن يشكل تهديدا أكبر على المجتمع الأمريكي من التهديد الذي قد يكون سببه الاتحاد السوفيتي سابقا، نظرا لأن هذا النوع من الإرهاب يهاجم الأشياء الأساسية التي تُبقي المجتمع المفتوح مفتوحا، والتي من أهمها الثقة، التي تعد أساس بناء كافة جوانب الحياة، مشددا على ضرورة عدم السماح لهذا الإرهاب بسرقتها. وأكد أن على الشعب الأمريكي التخلي عن الخوف الذي اكتنفه وقت هجمات 11 سبتمبر 2001، وستتعقب الإدارة الأمريكية مرتكبي التفجيرات كما تعقبت فيما سبق أسامة بن لادن.