سلطت صحيفة "يو إس توداي" الأمريكية الضوء في عددها الصادر اليوم الأربعاء على التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مدينة بوسطن الأمريكية الاثنين الماضي. ونقلت الصحيفة الأمريكية- في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- عن برانش وولتون خبير أمني أمريكي قوله "إنه من الصعب وغير العملي تأمين طريق بحجم الطريق الذى أقيم فيه ماراثون بوسطن، والذى يصل طوله إلى 26 ميلا تقريبا ، مؤكدا أنه ليس هناك من شيء يضمن عدم وقوع مثل هذه التفجيرات وحتى محاولات الاغتيال". وأكد وولتون، الذى تولى حماية الرؤساء الأمريكيين السابقين نيكسون وكارتر وريجان، على أن الطريقة الأفضل للتعامل مع تلك الأمور تستوجب تسليط الضوء على الأفعال أو التصرفات المريبة قبل الهجوم ، موضحا أنه يجب أن تركز السلطات الأمنية فى الولاياتالمتحدة على التعامل مع المؤشرات السابقة للحدث بما يكفي لمنعه. وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى المخاوف الشديدة التي اكتنفت المسلمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية من تداعيات هذه التفجيرات، والتي قد يتمخض عنها رد فعل وصفته بالأهوج وغير المسئول تجاه المجتمع الإسلامي هناك. ولفتت الصحيفة إلى أنه وفي أعقاب التفجيرات، بدأ النشطاء المسلمون في أمريكا بإرسال عدد كبير من النشرات الإخبارية،على مواقع التواصل الإجتماعي كتويتر والفيسبوك، والتي تحث على تكثيف الصلوات والمساعدات للضحايا، وإدانة المسئول عن هذا الهجوم المروع. ووصفت الصحيفة هذا الأمر بأنه بمثابة سباق مألوف ضد الزمن بالنسبة للمجتمع الإسلامي، فبمجرد أن انقشع الدخان حول ساحة كوبلي أدركوا أنهم لا يفصلهم عن توجيه أصابع الاتهام إليه سوى وقت قصير. وبناء على ذلك، قال نهاد عوض وهو ناشط فلسطيني-أمريكي والمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية - في بيان له أول أمس الإثنين - إن المسلمين الأمريكيين، مثلهم مثل الأمريكيين من جميع الخلفيات، يدينوا بأشد العبارات الممكنة التفجير الجدير بالازدراء الذي استهدف المشاركين والمشاهدين في ماراثون بوسطن. وأضاف "أننا ندعو أيضا إلى إلقاء القبض سريعا على مرتكبي هذه التفجيرات ومعاقبتهم"، مرددا بيان من مجلس الشئون العامة للمسلمين والذي دعا إلى ضرورة عمل الأمريكيين معا لتقديم المسئولين عن هذه التفجيرات إلى العدالة. ونسبت الصحيفة إلى نعيم بيك،رئيس الشئون العامة في الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية ، اشادته بضبط النفس الذي أبداه المسئولين والمحللين حتى الآن، مشيرًا إلى أنه يرى نهجا حذرا جدا ومتوازن من قبل وسائل الإعلام، فهي تسعى لإظهار المسئولية من جانبهم، وليس القفز إلى الاستنتاجات. كما أشاد بيك بتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي وصفها بالمتوازنة والمدروسة. ورأت صحيفة "يوإس توداي" الأمريكية - في ختام تعليقها - أنه في حال وجدت أي صلة تربط بين المتطرفين الإسلاميين وتفجيرات بوسطن ، فإن مخاوف المجتمع الإسلامي وجهوده المضنية للسيطرة على أي من هذه المخاوف، سوف ترتفع إلى مستوى جديد آخر.