قرر وزراء الزراعة العرب، بالإجماع، خلال أعمال الدورة الرابعة غير العادية للجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، التي عقدت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، إعادة إنتخاب الدكتور طارق بن موسى الزدجالى مديراً للمنظمة لفترة 4 سنوات جديدة تبدأ من أول مايو 2013. كما قرروا التمديد له سنة إضافية كإجراء استثنائى للمواءمة بين مواعيد عقد الدورات العادية للمنظمة وموعد انتخاب المدير العام للمنظمة. وعقب انتخابه، ألقى الزدجالى كلمة وجه الشكر خلالها لأعضاء الجمعية العامة، وللحكومات على ثقتهم وتأييدهم له كمدير عام للمنظمةالعربية للتنمية الزراعية لفترة ثانية. وقال "إنني عملت خلال فترة تكليفي الأولى، التى بدأت فى الأول من مايو 2009م وتنتهى بنهاية شهر أبريل الجارى، على التطبيق التام والجاد للنظم واللوائح الإدارية والمالية وتعزيز دور الرقابة المالية والإدارية ، والانتقال بالمنظمة إلى مرحلة المبادرة والتأثير ومواكبة التطورات والمستجدات العربية والإقليمية والعالمية، ونجحنا فى التنسيق بين مواقف الدول العربية بشأن العمل مع دول العالم على إدراج إعلان الرياض لتعزيز التعاون العربى لمواجهة أزمة الغذاء العالمية فى الإعلان الصادر عن مؤتمر القمة العالمي حول الأمن الغذائي الذى عقد فى روما في نوفمبر من عام 2009م والذى تعهد بموجبه قادة العالم على القضاء المستدام على الجوع فى أقرب وقت ممكن، كما تمكنا من تنفيذ كافة البرامج والمشروعات والدراسات المدرجة بخطط المنظمة السنوية التى أعدتها جمعيتكم العامة خلال دورتيها (31) و(32)، حيث تم إنجاز ما يربو على (149) مشروعاً قومياً وقطرياً وإعداد (62) دراسة قانونية وقطرية، وتدريب على ما يزيد على (6000) كادرا عربيا شاركوا فى أكثر من (300) دورة تدريبية قومية وقطرية عقدتها المنظمة، إضافة الى تقديم العديد من الاستشارات والدعم الفنى، وعقد العديد من اجتماعات اللقاءات القومية. وتنفيذاً لقرار الجمعية العامة فى دورة انعقادها (32)، تم إدراج الدراسة التى أعدتها المنظمة حول آلية عربية لتمويل مشروعات التنمية الزراعية والأمن الغذائى ضمن ما عرض من موضوعات اقتصادية على القمة العربية الرابعة والعشرين التى انعقدت فى قطر، فأصدرت فى إطارها القرار رقم (583) الذى يقضى بتوجيه مؤسسات التمويل العربية بزيادة حصة أنشطة التنمية الزراعية والأمن الغذائى فى محفظتها التمويلية، وتكليف منظمتكم العربية بمتابعة هذا الموضوع، إضافة إلى دعوة الدول العربية إلى تهيئة المناخ المناسب للاستثمار فى قطاع الزراعة". وأضاف الزدجالى أن "هذا التجديد هو تكليف فى المقام الأول بقدر ما هو تشريف، ويلقى على عاتقنا مسؤولية إكمال ما بدأنا من ترتيبات وتدخلات لجعل المنظمة شريكا فاعلا ومبادرا فى التنمية الزراعية العربية من خلال التركيز على البرامج ذات الأثر التنموى الملموس والتطوير النوعى للمنظمة، مع تكثيف الجهود الرامية لتعزيز مكانة المنظمة كبيت الخبرة العربى فى مجالات الزراعة والأمن الغذائى، والتركيز فى خطط المنظمة السنوية على تنمية الموارد البشرية ونقل التقنيات، والمضى قدما فى تطوير وتجويد النهج الذى ابتدرناه لتنفيذ المشروعات التنمية الصغيرة الموجهة لدعم الأسر الريفية العاملة فى قطاعات الزراعة والثروة السمكية من خلال اقتراح أسلوب الصندوق والدوار، بما يوسع دائرة الاستفادة من مشروعات المنظمة ويمكنها من إيصال خدماتها إلى شرائح اجتماعية أوسع فى حدود ميزانيتها المعتمدة". وتعهد الزدجالي بالاهتمام بمشروعات التكامل الزراعى العربى، مع الاستمرار فى تطوير دراسات وإحصاءت وتقارير المنظمة شكلا وموضوعاً بما يجعلها المرجع والمصدر للمعلومات والبيانات الزراعية والسمكية القومية ، إضافة إلى إصدار المزيد من القوانين والتشريعات الاسترشادية فى مجالات الزراعة والثروة السمكية إسهاما فى الوصول إلى وحدة تشريعية عربية فى القطاع الحيوى بالغ الأهمية. كما تعهد بمواصلة العمل لتنفيذ البرنامج العربى للتنمية الزراعية والريفية المستدامة والمتكاملة فى ولايات دافور بجمهورية السودان، "الذى قطعنا شوطا مقدرا فى تنفيذ مكوناته، وفى تفعيل خطة العمل المشتركة حول التنمية الزراعية والأمن الغذائى فى أفريقيا والمنطقة العربية فور سداد المعنيين المساهمات المالية اللازمة لتشغيل وحدة تسهيل الخطة، إضافة الى تنفيذ تكليف قمة الدوحة للمنظمة بمتابعة قيام مؤسسات التمويل العربية بزيادة حصة أنشطة التنمية الزراعية والأمن الغذائى فى محفظاتها . هذا إلى جانب الإستمرار فى متابعة تنفيذ إستراتجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين (2005-2025) والمرحلة الأولى من البرنامج الطارئ للأمن الغذائى العربى". ترأس الدورة الاستثنائية اليوم الدكتور فؤاد بن جعفر الساجوانى وزير الزراعة والثروة السمكية فى سلطنة عمان رئيس الدورة الحالية للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، كما تحدث فى الجلسة دكتور جمال جاب الله مدير إدارة البيئة والتنمية المستدامة بالجامعة العربية حول أهمية النهوض بدور المنظمة لمواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية وتعزيز قدرات الدول العربية لتحقيق الأمن الغذائي.