سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رولا خرسا ل"الوطن": لن يستمر "الإخوان" في الحكم لسوء إدارتهم.. و"الإسلاميون" يحتقرون المرأة خرسا: "الجماعة" تبحث عن كنز "علي بابا" ولا تقبل النقد كأن "على راسها بطحة"
"تغيرت شخصيتى وأصبحت عنيدة وأكثر جرأة".. هكذا أوجزت رولا خرسا تأثير الأحداث السياسية الجارية عليها، موضحة أن حصار مدينة الإنتاج الإعلامى مثلا من قبل "حازمون" جعلها أكثر عنادا ومثابرة، مؤكدة اقتناعها بأن محاولة فرض الآراء بالقوة لن تجدى نفعا، مستنكرة مأ وصفته بأنه "غض طرف هذه التيارات عن أية نقاط مشتركة ومغالاتها فى نقاط الخلاف كما أنها لا تقبل حتى مجرد النقد بل تعتبره إهانة، حتى المزاح المجرد، وكأن على رأسهم بطحة، وأغلب الظن أن ذلك نتيجة القهر طيلة الثمانين عاما الماضية منذ إنشاء حسن البنا للجماعة. وأضافت خرسا، في حديثها ل"الوطن"، إن حصار مدينة الإنتاج كان مخططا لقهر الإعلاميين ومحاولة إرغامهم على مساندة أفكار هذه التيارات وطرح قناعاتهم وبالقوة، وهذا ليس تطهيرا للإعلام بل قهرا، بخاصة أن الهتافات تضمنت تهديدات بالمنع من العمل والتأديب، فهل هذه أفعال تيارات تصلح للحكم حيث تحكمهم العصبية والتشدد والدليل أن قنواتهم خالية من النساء لأنهم مقتنعون أنها "كائن ليس له قيمة" وهذا احتقار للمرأة، وعندما أشاهد قنواتهم حين يأخذون مقاطع من برامج الإعلاميات يضعون وردة أو "فلاشة" عليها، وكائنها غير موجودة أو غير مرحب بوجودها، رغم أن الله خلقنا ذكرا وأنثى. وقالت إن الشيخ حازم أبو إسماعيل حين يتم استضافته فى القنوات نراه شخصا مثقفا ومحبا ومتسامحا ومختلفا تماما عن "حازمون" وأفعالها، وهذا أمر محير للغاية. وترى خرسا أن العمل السياسى لابد أن تصاحبه تنازلات لأن السياسة تتغير حسب المعطيات، ولا أصدق أن هناك من يريد أن يحتفظ ببراءته مع احترافه العمل السياسى لأن السياسة ليس بها ملائكة. وأكدت الإعلامية أن تجربة الإخوان بالحكم خلت من التسامح، بل على العكس إنهم يحاولون جاهدين أن يقهروا من قهرهم ومن لم يقهرهم، فنجد أنهم يحاولون تصفية الحسابات مع كل مؤسسات الدولة من شرطة وجيش ومحكمة دستورية وقضاء ونظام سابق، ولا نسمع منهم منذ قدومهم للحكم إلا كلمتي "القصاص" و"الأموال المسروقة"، فهل هذا هو الإسلام؟ ثم إن من ينتظر "كنز علي بابا" دون أن يعمل ويجتهد "لن يستطيع النهوض بهذا البلد المنهك"، رغم الفرصة الذهبية التى سنحت لهم عقب تولى السلطة حين كان الكل ينتظر منهم شيئا ويدعو إلى إعطائهم الفرصة. وقالت رولا إن الأزمة الاقتصادية تركت أثرا كبيرا على أجور الإعلاميين، وظهرت فى تجديد العقود، مؤكدة أن العام القادم قد يشهد سطوع نجم إعلاميين ورحيل آخرين، مشيرة إلى أن العاصفة التى مرت على مصر خلال العامين الماضين كانت موجعة ولم يستطع أحد من الإعلاميين النجاة من أثرها. وأكدت أن تصريحات وزير الإعلام كاشفة عن قناعات الوزير وانتمائه للتيار الحاكم، ولا يجب أن يغضب أحد من تصريحاته لأنه شخص صريح وواضح على عكس البعض، نجدهم ينفون انتماءهم للجماعة رغم أنهم أحيانا يكونون من أعضاء مكتب الإرشاد. وقالت إن مبنى ماسبيرو شهد أزهى عصوره قبيل الثورة المصرية ومن يريد أن يراوغ فى ذلك كاذب، فمهما كان الاختلاف السياسى مع صفوت الشريف لابد أن نعطيه حقه فى قيامه بتشييد مدينة الإنتاج الإعلامى وإطلاق كل هذه القنوات التى نقلت الإعلام المصرى، ويحسب للبلتاجى برنامج "البيت بيتك"، ويحسب لأنس الفقى أنه جعل التليفزيون المصرى الأكثر مشاهدة والأكثر جلبا للإعلانات، ومن ينكر ذلك يقارن بين وضع مبنى ماسبيرو الآن وقبل عامين، فالمبنى الآن يدار بعقلية الموظف وليس هناك فى العالم بلد يقوم بهدم شيء ناجح. وانتقدت خرسا أن يسجن أنس الفقى 7 سنوات لأنه أراد إسعاد المصريين بإذاعة مباراة كرة قدم وتمنت أن يحصل على أحكام بالبراءة، وكذلك أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وأكدت أنها لا تفكر فى الرحيل عن قناة "صدى البلد"، رغم قلة الموارد الإعلانية، حيث إنها القناة التى ولدت مع انطلاق برنامجها وشهدت خطواتها الأولى، وستظل تعمل بها طالما تحصل على حقوقها ولا يمارس عليها قهر بغض النظر عن العائد المادى. وقالت خرسا إنها حزنت كثيرا لسماعها خبر سقوط الرئيس مبارك فى حمام السجن، لأنها مؤمنة أنه مهما بلغ اختلافها مع سياساته لا يستحق هذه المعاملة، كما أنه أحد ضباط حرب أكتوبر، ورجل مسن، ويكفى أنه حين طلب منه الرحيل عن الحكم استجاب ببساطة ورفض الهروب إلى أي دولة عربية ممن تلقى منهم دعوات بالسفر إليها، مؤكدة أن ما يحدث معه من محاولة لإهانته زاد من شعبيته بالشارع المصرى بل أنها تضاعفت بالمقارنة بالأيام الأولى للثورة، رغم تأكيدها أنها دائما كانت ترى أن مصر تستحق أفضل من مبارك، لأنه كان يستطيع أن يفعل لمصر أشياء أعظم ولكنه لم يفعل، وما يجرى معه الآن تصفية حسابات سياسية، وأتذكر أننى يوم أن خرج مبارك بقناة "العربية" ليتحدث عن أمواله ويؤكد أن حسابه بالبنك الأهلى معروف، وكنت حينها أعمل بقناة الحياة 2 وكان ضيفى القيادى الإخوانى عصام العريان، وخرجت بعدها عند انتهاء الحديث أتساءل ماذا لو كان الرجل صادقا؟ وفؤجئت بحالة من الاستنكار والغضب من قبل العريان، زاعما أنه لا يجوز أن أقول ذلك، وكأنه كان يجب أن يقوم الإعلام كله بتأكيد فكرة الجماعة بأن الرئيس مبارك خائن وعميل وجاسوس، وهذا غير صحيح تماما. وقالت إنها تخشى أن تنتقل الاحداث التى تجرى بتونس وليبيا الآن إلى مصر، حيث يخرج مسلحون بالشوارع يطاردون المواطنين مؤكدة أن الوطن العربى تعرض لمؤامرة كبرى، فكيف لبلد مثل تونس التى زرتها قبيل الثورة ولم أجد بها أميا واحدا، وتعتمد على السياحة فى معظم دخلها، أن تتحول إلى بلد غير مستقر طارد للسياحة. وأكدت خرسا أن الاخوان لن يستمروا فى حكم مصر بسبب سوء إدارتهم، ولن تشفع التحالفات لأنها ليست كافية للشعب الذى أصبح يغلى من الأسعار وتدنى الأوضاع، حيث نجدهم مهتمين بكل شىء إلا ما يخص المواطن وأموره اليومية وأمنه ورزقه، ولهذا أتوقع خروج الناس ضد الإخوان بعد انهيار اقتصادى قريب. وقالت إن أحد أبنائها طالبها بالبعد عن مصر والاستقرار مع والدهم، بخاصة أن ابنها الأكبر تلقى تهديدات عقب الثورة بسبب وظيفة والده حينها، إلا أنها غير قلقة، وترى أن هذه التهديدات بالونات هواء ومؤمنة بالقدر، كما أن الأيام استطاعت أن تفرز الطيب والخبيث واستطاعت اكتشاف المؤمنين الحقيقيين المحبين لهذا البلد.