قالت ندى محمد، الصحفية بموقع "حقوق" إن تعليق وزير الإعلام، صلاح عبدالمقصود على سؤالها عن حرية الإعلام، ألجم لسانها، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع ذلك التصرف من وزير يُفترض به أن يتقن فن الحديث وأخلاقيات العمل الإعلامي وأخلاقيات التعامل مع الآخرين كما أنها لم تتعود على تلك اللهجة في بيتها أو كليتها. كانت الصحفية، خلال حفل لتوزيع جوائز على الفائزين بجائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة، توجهت للوزير بسؤال عن حرية التعبير، قائلة له: "فين ياأفندم الحرية دي والصحفيين بيموتوا ويتصابوا فى كل مكان". وما كان من الوزير إلا أن رد عليها، وقال: "ابقي تعالي وأنا أقول لك فين". وتبع كلمته بضحكة ثم استدرك: "من لا يشعر بحرية الصحافة بمصر يرد على الزميلة الكريمة المحترمة". وقالت الصحفية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الوزير كان حديثه ثقيلصا على أغلب الحاضرين وحينما تحدث عن حرية الصحافة استفزتني تصريحاته ولي زملاء أصيبوا وقتلوا وكل يوم يستدعي النائب العام، الصحفيين بتهم رأي فسألته سيادة الوزير فين الحرية دي يا فندم والصحفيين بيموتوا ويتصابوا في كل حته؟ كان رد الوزير ابتسامة ساخرة، وقال لي "تعالى وأنا وأقولك فين"، ثم ارتبك وشعر بحرج شديد وعدل مسار كلامه، قائلا: "حد يرد على الزميلة المحترمة اللي بتقول مفيش حرية"، ووصفني بعدها بإننى واحدة من المزايدين الذين يتحدثون بلهجة غريبة هذه الأيام. وواصلت شهادتها، قائلة: "كلمات الوزير أصابتني بصدمة وإحباط شديدين، لأنني لم أتوقع رد بهذا الشكل، وتوقعت ردًا مهنيا وموضوعيًا على سؤالي، وحتى فتح مناقشة حول أزمة حرية الصحافة والاعتداء على الصحفيين، فلم استطع الرد على الوزير لأنني لم أعتد على هذه اللغة ولم أتعلم في بيتي أو كليتي كيف أرد على مَنْ يتطاول في الحديث، كما أنني لم أعتدْ على الرد على مثل هذة اللغة ولو في الشارع إيثارًا للسلامة كما أنني لا أتوقع رده طالما كانت هذه هي اللغة". وتابعت: "حقا لم أتوقع هذا الرد من وزير المهنة التي أنتمي إليها وأشق طريقي في بدايتها فإذا به يعصف بكل قواعد المهنة وقواعد التعامل مع الآخرين، برد غريب جدًا لا يليق بالحاضرين ولا يليق بالمناسبة ولا يليق بوزير الإعلام بعد ثورة قامت لتنادي بالحرية". وأضافت: "هذه ليست أول مرة يتحدث فيها الدكتور صلاح عبدالمقصود عن الحرية بهذا الشكل الذي لايحمل أي شيء من الحقيقة وما يزيد المشكلة سوءا هو ردوده غير المفهومة حول اتهامات الصحفيين للنظام بأنه يستهدفهم، كما أن الطريقة التي تحدث بها لا تليق بوزير إعلام الدولة الذي من المفترض أن يتقن فن الحديث وأخلاقيات العمل الإعلامي، وأخلاقيات التعامل مع الآخرين".