سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«معهد واشنطن»: المصريون يرغبون فى عودة الجيش مؤقتاً لإحباطهم من «الإخوان» «إريك»: القوات المسلحة تقيم مشروعات تنموية وتستخدم مواردها الهائلة لتعزيز صورتها
قال إريك تراجر، الباحث فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن غير الإسلاميين اعترفوا صراحة، بأن الهدف من احتجاجاتهم التى تزداد عنفاً ضد حكومة الرئيس محمد مرسى، بما فى ذلك سلسلة الحرائق التى استهدفت مقرات «الإخوان» فى جميع أنحاء البلاد، هو إرغام الجيش على استعادة السلطة. وأضاف «إريك»، فى تقريره، أمس، عن زيارته إلى مصر فى الفترة الأخيرة، أن أمينة الحزب الديمقراطى الاجتماعى المصرى، فى الإسكندرية، قالت له: «ستكون هناك دماء فى الشوارع، وسينزل الجيش، أنا لا أريد ذلك لكن الشعب سيكون سعيداً»، موضحاً أن أحداث العنف ضد المسيحيين، فى نهاية الأسبوع الماضى خلّفت 6 قتلى، وأدت إلى ارتفاع الدعوات المطالبة بعودة الجيش إلى السلطة، وهى ليست جديدة، ومنذ الإعلان الدستورى، الذى أصدره الرئيس مرسى، فى 22 نوفمبر الماضى، ومنح الزعيم المنتسب إلى «الإخوان» نفسه صلاحيات تنفيذية، طالب النشطاء غير الإسلاميين بإنهاء حكمهم، ثم زاد الدعم العام لاستيلاء الجيش من جديد على السلطة بشكل كبير بعد 5 ديسمبر الماضى، عندما استخدم التنظيم العنف ضد المحتجين خارج القصر الرئاسى، ووفقاً لإحدى استطلاعات الرأى، يرغب الآن 82% من المصريين فى عودة الجيش إلى السلطة. ورصد التقرير مقابلة «تراجر» مع أحد النشطاء غير الإسلاميين، ومعظمهم كانوا يتظاهرون ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قبل 9 أشهر فقط، وتأكيده أن عودة الجيش للسلطة، ستكون مثالية. لكن بدت عليه ثقة غريبة بأن حكومة عسكرية ثانية ستكون قصيرة الأجل ونافعة. كما أن «إسلام»، أحد أعضاء «اتحاد شباب السويس» الثورى، اعترف لاحقاً بتحريضه مع زملائه على الشغب واستخدامه كذريعة لحرق المكتب المحلى ل«الإخوان»: «نريد من الجيش فقط أن يحمينا أثناء الفترة الانتقالية، لا أن يحكمنا». وتابع «إريك»: «على الرغم من هذا التقلب المزاجى فى دعم الجيش، يبتعد الجنرالات عن المشاركة السياسية المباشرة فى الوقت الحاضر. فبدلاً من حكم البلاد، يركز الجيش كلية على إدارة مصالحه الضيقة، وتتمثل غالباً فى المصالح الاقتصادية. بل إنه يستخدم موارده الهائلة فى بعض الحالات لتعزيز صورته»، لافتاً إلى أن أحد القادة العسكريين أخبره أن الجيش لا يريد العودة إلى السلطة، وإنما الحفاظ على حدود مصر، لأنه لم يخُض حرباً كبرى منذ عام 1973، وضعف أداؤه فى منع تهريب الأسلحة إلى غزة، مما يشير إلى أن مهاراته فى حماية الحدود ينقصها الكثير، وبدلاً من ذلك، كرّس العقود ال4 الماضية لبناء إمبراطورية مالية هائلة، تشمل ملكيات عقارية موسعة والسيطرة على صناعات كبرى، يُعتقد أنها تشمل من 15 إلى 40% من الاقتصاد المصرى. كما يوسع تلك الأصول من خلال إقامة مشاريع تنموية جديدة، تبدو موجهة لتحسين مكانته بين عامة الشعب. وأشار «إريك» إلى أنه بغض النظر عن نوايا الجيش، فإن «مشروع السويس» الذى أقامه الجيش كسوق تجارية كبيرة للمواطنين لعرض منتجاته، يعزز من صورته، بينما تتراجع صورة «الإخوان»، مما يعزز الآمال بحدوث انقلاب عسكرى. كما قال صحفى من السويس، إن هتافات «يسقط يسقط حكم العسكر»، انتهت، والعديد من الشباب الثورى يعتبرون الآن حكم «الإخوان» أكثر سوءاً، مضيفاً: «الجيش يحظى بمكانة جيدة هنا، فهو يبيع السلع الغذائية بنصف الثمن، والناس يُقدِّرون الجيش». وأكد الباحث فى معهد واشنطن، أن الجيش المصرى لن يوفر الطريق نحو الاستقرار أكثر ما ستوفره «الإخوان»، التى أصبحت أكثر استبدادية. وأن الاحتجاجات التى استُخدمت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع ضد هيمنة «التنظيم» مشابهة للاحتجاجات التى استُخدمت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع ضد المحاكمات العسكرية قبل عام واحد.