دوالى الساقين أكثر انتشاراً فى السيدات ويجب الاطمئنان على عدم وجود أورام فى الحوض الأشعة المقطعية وتصوير الأوردة بالصبغة يساعدان على تشخيص الدوالى.. والعلاج بالليزر والتردد الحرارى قلّل من دور المشرط والجراحة * ما تعريف الدوالى؟ - تعرف الدوالى بأنها تلك العروق الزرقاء التى تظهر تحت جلد الساقين نتيجة تمدد الأوردة. وهى مشكلة شائعة بشكل كبير. والدوالى مرض يصيب أوردة الساقين. والأوردة هى تلك الأوعية الناقلة للدم من الأطراف باتجاه القلب ولأن الدم يأخذ مساره من الساقين إلى أعلى فى اتجاه معاكس لتأثير الجاذبية الأرضية، فقد خص الخالق هذه الأوردة بصمامات تسمح بمرور الدم فى اتجاه واحد ناحية القلب ثم تغلق لمنع رجوعه إلى أسفل بفعل هذه الجاذبية، ويؤدى ضعف هذه الصمامات أو تلفها إلى ارتجاع الدم إلى أوردة الساق، ومن ثم تتسع هذه الأوردة وتتمدد، وينعكس ارتفاع الضغط بها على أوردة الجلد وفروعها، فتحتقن بالدم، مما يؤدى إلى ظهور الدوالى. * ما أسباب الدوالى؟ - الدوالى مرض يصيب كل الأعمار، ولكن فرصة حدوثها تزداد مع تقدم السن، حيث تضعف جدران الأوردة نتيجة خلل فى بعض البروتينات المهمة المكوّنة لجدارها، وهى بروتين الكولاجين (الذى يعطيها القوة) وبروتين الإيلاستين (الذى يعطيها المرونة). وتلعب الوراثة دوراً مهماً فى إحداث هذا الخلل. وهناك بعض العوامل التى تساعد فى إظهار هذا الاستعداد الوراثى، فهى تكثر فى الأشخاص الذين تستلزم طبيعة عملهم الوقوف لفترات طويلة، كما أن عدد السيدات المصابات بدوالى الساقين يزيد على ضعف عدد الرجال المصابين بها. كما تلعب زيادة الوزن دوراً مهماً كذلك فى ظهور الدوالى، وتشكل صعوبة فى علاجها. كما تزداد فرصة ظهور الدوالى أثناء الحمل، وذلك نظراً لضغط الرحم على أوردة الحوض، مما يعكس ضغطاً متزايداً على أوردة الساقين ويزيد من فرصة ظهور الدوالى بها. ويعتبر ارتداء الكورسيه والملابس الضيقة خاصة عند منطقة الحوض والبطن من العوامل المشابهة فى تأثيرها للحمل، فهى تؤدى كذلك إلى صعوبة صعود الدم من الحوض فى اتجاه القلب وإحداث الدوالى، ويجب على طبيب الأوعية الدموية الاطمئنان إلى خلو مريض الدوالى من أى أورام بالبطن والحوض، تكون هى السبب فى الضغط على الأوردة. * أشكال الدوالى: قد تظهر الدوالى على شكل شعيرات دموية صغيرة تحت الجلد، وقد تكون على شكل خطوط حمراء رفيعة، أو خطوط زرقاء أو بنفسجية متعرجة أو عنكبوتية. وفى مراحل المرض المتقدمة، تبدو الدوالى أكثر وضوحاً، وتظهر على شكل عروق زرقاء ضخمة، تتراكم أحياناً فى مناطق معينة بالساق، وخصوصاً حول الركبة أو أسفل الساق، ولكنها تمتد عند كثير من المرضى إلى أعلى الساق والفخذ. * أعراض الدوالى: تتراوح أعراض دوالى الساقين من الإحساس بالألم فى الساق والإحساس كذلك بثقل هذه الساق، مع تورم القدم والكاحل. ذلك بالإضافة إلى أن الدوالى تسىء للشكل الجمالى للساق بدرجات متفاوتة، ويشكل هذا مشكلة عند السيدات على وجه الخصوص، حيث يسبب إحراجاً لهن، ويحد من ارتدائهن لبعض الملابس والموديلات. وإذا أهمل المريض العلاج، تزداد الأعراض مع مرور الوقت تدريجياً، فيتغير لون جلد القدم والجزء الأسفل من الساق إلى درجة من درجات اللون البنى، ويبدو تورم الساق أكثر وضوحاً، وخصوصاً بعد فترات الوقوف الطويلة، كما يشعر المريض بالحاجة إلى حك (هرش) جلده فى المنطقة المحيطة بالدوالى، مما يؤدى إلى حدوث خدوش ثم تقرحات يمكن أن تتطور إلى قرحة وريدية، يحتاج علاجها إلى كثير من الجهد والوقت. وتزداد عند مريض الدوالى فرصة حدوث جلطات بالأوردة السطحية، والتى تظهر على شكل ألم شديد واحمرار مصحوب بالتهاب الجلد المحيط بالدوالى التى يتجمد الدم داخلها. ولأن الدوالى عُرضة للزيادة مع مرور الوقت، فإننا يجب أن نعمل جاهدين على منع تطورها. * التشخيص والعلاج: يعتبر الفحص الإكلينيكى بواسطة طبيب متخصص بمثابة الخطوة الأهم فى تقييم مريض دوالى الساقين. ويستخدم الطبيب من وسائل التشخيص المختلفة (مثل الدوبلار الملون، والأشعة المقطعية، وتصوير الأوردة بالصبغات) ما يمكّنه من التعرف بدقة على سبب حدوث الدوالى، ودرجتها، وحالة الأوردة العميقة وخلوها من الجلطات والانسدادات، ومدى سلامة الصمامات الحارسة لمرور الدم باتجاه القلب. وتختلف وسائل علاج دوالى الساقين باختلاف درجتها وأسبابها وأنواعها. فهناك من المرضى ما يناسبه اتباع بعض النصائح الطبية والتمارين الرياضية، مع استخدام الأدوية المساعدة فى تقوية جدار الأوردة، وارتداء الجوارب الطبية الضاغطة. وهذه الوسائل لا تؤدى إلى زوال الدوالى ولكنها تؤدى إلى اختفاء أعراضها. * الحقن: المرضى الذين يعانون من تأثر الشكل الجمالى للساقين نتيجة الدوالى السطحية البسيطة، غير المصحوبة بخلل فى الأوردة الرئيسية، يناسبهم حقن هذه الدوالى السطحية، وهو علاج بسيط يقوم فيه الطبيب بحقن الدوالى بمحلول يعمل على تلاشى هذه الدوالى واختفاء العروق الزرقاء وعودة الجلد إلى لونه الطبيعى. وتم مؤخراً استحداث سوائل وطرق جديدة للحقن جعلتها أكثر أماناً وفاعلية. * الليزر والتردد الحرارى: يعتبر استخدام الليزر والتردد الحرارى من الوسائل الحديثة فى علاج دوالى الساقين. وقد أحدثت هذه الوسائل طفرة نوعية فى التغلب على هذه المشكلة بكل درجاتها وأسبابها، وأصبح اللجوء إلى مشرط الجراح فى علاج هذه المشكلة فى أضيق الحدود. ويمكن استخدام هذه الوسائل بطرق متعددة، سواء بتسليطها على سطح الجلد فى حالات الدوالى البسيطة، أو باستخدام أنبوب القسطرة للتعامل مع الدوالى من داخل الأوردة، وذلك فى المراحل المتقدمة من المرض، والمصحوبة بخلل فى الأوردة الرئيسية والصمامات. وتتميز هذه الطريقة الأخيرة بأنها لا تحتاج إلى تخدير عام، ولا إلى البقاء بالمستشفى بعد إجرائها أو حتى الصيام قبلها، ولكنها تتم بمخدر موضعى يتم حقنه حول الأوردة المصابة بالدوالى. وتقوم فكرتها على غلق هذه الأوردة المصابة بالدوالى دون استئصالها جراحياً. وبالتالى فإن هذه الطريقة لا تترك أى أثر بالجلد، ولا تحتاج إلى خيوط جراحية، ويستطيع المريض أن يمشى بعدها ويعود إلى بيته فى اليوم نفسه. لا يقف العلم عند حد، وسيظل الطب يفتح آفاقاً جديدة كل يوم، ليبعث الأمل، ويطرح الحلول، للتخفيف من آلام المرضى والحد من معاناتهم.