اختارت أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا، وزير الخارجية الذي وصف دونالد ترامب بأحد "دعاة الكراهية"، ليصبح الرئيس المقبل للبلاد. ومن المزمع أن يقوم فرانك فالتر شتاينماير، بدور شرفي إلى حد بعيد كرئيس للدولة بدلا من يواخيم جاوك الذي تنتهي ولايته في فبراير المقبل. أوردت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، اليوم، أن كتلة الاتحاد المحافظة بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، تعتزم دعم ترشيح شتاينماير لتولي المنصب. وإلى جانب أصوات حزب يسار الوسط، الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي ينتمي إليه شتاينماير (60 عاما)، سوف يحظى الدبلوماسي المخضر بدعم كاف للفوز من أصوات 1260 نائبا من المقرر أن يصوتوا على انتخاب الرئيس المقبل لألمانيا في الثاني عشر من فبراير. وأبلغ زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي سيجمار جابريل، الصحفيين، اليوم، بأن شتاينماير يحظى باحترام واسع النطاق فضلا عن الثقة اللازمة لشغل المنصب. ويوصف شتاينماير بأحد أكثر ساسة ألمانيا شعبية. وبينما اتبع شتاينماير، أسلوبا دبلوماسيا ثابتا، إلا أنه انتقد بشدة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال حملة الانتخابات. وعند سؤاله في أغسطس الماضي بشأن صعود الشعبوية اليمينية في ألمانيا وأماكن أخرى، انتقد شتاينماير الذين "يصنعون السياسة بالخوف". وأشار شتاينماير، إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا القومي، ومن روجوا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، و"دعاة الكراهية، أمثال دونالد ترامب في الولاياتالمتحدة في الوقت الراهن". وبعد انتخاب ترامب، قال شتاينماير إن فوز مرشح الحزب الجمهوري يعني أنه "لا شيء سوف يصبح أسهل. أمور كثيرة سوف تزداد صعوبة". وقال إن ألمانيا ستسعى إلى الحوار مع إدارة ترامب، لكنه حذر من أن سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية ستصبح "أقل قابلية للتنبؤ". اجتذب شتاينماير الاهتمام عام 1998 عندما أصبح كبير موظفي سلف ميركل، غيرهارد شرودر. وكان له الفضل في الحفاظ على إدارة سلسلة لحكومة يسار الوسط التي كانت فوضوية في بعض الأحيان، فضلا عن مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية وخفض الرعاية الاجتماعية للدولة عام 2003. كان الفضل للإصلاحات، التي انطلقت في وقت كان يشهد ارتفاع معدل البطالة وركودا اقتصاديا، في المساعدة في النمو وجعل الاقتصاد أكثر مرونة، لكن منتقدين قالوا إنها أججت الانقسامات الاجتماعية. حظى الرجل باحترام واسع عام 2010 عندما ابتعد لأسابيع قليلة عن السياسة وتبرع بكليته لزوجته، إلكه بويدينبندر، التي كانت قاضية بالمحكمة الإدارية في برلين. ومن شأن تولي شتاينماير لأكبر منصب في ألمانيا أن يترك فراغا في حقيبة الخارجية، حيث قاد جهودا لتسوية صراعي أوكرانيا وسوريا. ورفض المتحدث باسم ميركل، سيتفن سيبرت، التعليق الاثنين على البديل المحتمل لشتاينماير.