سرقة جديدة مُنيت بها مدرسة ومسجد «قرقجا الحسنى» فى درب الجماميز، تم الاستيلاء على الحشوة الخشبية الموجودة بمنبر المسجد، التى تحوى النطق التأسيسى الخاص به، وعلى الفور تم إغلاق المسجد ومنع دخول الناس إلا للصلاة، وإبلاغ شرطة السياحة، دون نتيجة تذكر. «للأسف التعاون مش كامل بين الجهات الرسمية فى مصر، بعد السرقة بعمل إجراءات روتينية زى المحضر، وصور للمسروقات تتوزع على الإنتربول، لكن الموضوع كله على بعضه يحزن» يتحدث د. عادل غنيم مدير عام المتابعة فى قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار، مشيراً إلى أن حال شرطة الآثار من حال الشرطة المدنية فى انفلات: «عدد الأفراد المكلفة بحماية الآثار قليل جدا، قعدنا مع شرطة السياحة، لكن ردهم كان هنعمل إيه، فضلا عن أن أفراد الأمن فى المجلس الأعلى للآثار غير مسلحين لعدم وجود ميزانية». أستاذ التاريخ والمسئول بالوزارة استنتج من السرقات المتتالية فى المنطقة بعض الصفات التى تنطبق على الجناة: «الحرامى اللى رايح يسرق عارف ظروف العامل الموجود فى المسجد، أرجح أن يكون صنايعى ماهر لأنه يسرق الحشوات دون تكسير القوائم الخشبية ويركز على الأشياء القيمة ماديا مثل العاج والأبانوس، فضلا عن أن السرقات تركز على الحشوات فقط، لذا أرجح أنها عصابة متخصصة». المدرسة الواقعة فى منطقة درب الجماميز المتفرعة من شارع بورسعيد، يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 830 هجريا، وترجع أهميتها إلى انفرادها ببعض العناصر المعمارية المهمة، مثل انفصال المئذنة عنها، واتصالها بالجامع عن طريق قنطرة خشبية. تأتى السرقة الجديدة فى أعقاب سرقة مشابهة قبل وقت قصير حيث تم رفع منبر قانيباى الرماح بالكامل من ميدان القلعة، فضلا عن السرقات التى وقعت فى منطقة السيدة زينب وآخرها مسجد داود باشا التى حدثت منذ حوالى أربعة شهور، ويؤكد د. غنيم أن المسروقات تتمتع بقيمة ليست مادية وحسب، لكن تاريخية وجمالية مدهشة.