يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد صداما متوقعا بين المؤلف هانى فوزى وجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، بسبب رغبة المؤلف فى طرح قضية حساسة وشائكة فى فيلمه الجديد «أسرار عائلية»، الذى يناقش قضية الشذوذ الجنسى، وهو ما قُوبل بالرفض من الرقابة. يقول عبدالستار فتحى، القائم بأعمال رئيس الرقابة، ل«الوطن»: «تقدم هانى فوزى للرقابة بفيلم ليس من تأليفه، لكنه سيكون أول أعماله الإخراجية، والفيلم من تأليف محمد عبدالقادر، ويناقش قضية الشذوذ الجنسى، وتم طرح الفكرة بشكل واضح وصريح للغاية، وكان من الممكن التعرض للفكرة لكن ليس بهذا الوضوح؛ فالبطل فى الفيلم شاذ، ويتم رصد حياته وشذوذه بالتفصيل؛ لذلك تم رفضه من قبل لجنة القراءة لوجود ملاحظات حول الآداب العامة، وتم تحويله إلى لجنة أخرى لقراءته، ونعقد حالياً عدداً من الجلسات لبحث الأمر مع المخرج والمؤلف، فى محاولة لتوصيل الفكرة دون الخروج عن الآداب العامة، علما بأن هناك فرقا بين ما تم تقديمه فى أفلام سابقة مثل (حين ميسرة) أو (عمارة يعقوبيان) وهذا الفيلم الذى يناقش موضوع الشذوذ بشكل أعمق وأوسع». أما المؤلف والمخرج هانى فوزى فيقول: «أعجبتنى فكرة الفيلم، خاصةً أنها مأخوذة عن قصة حقيقية، وهو لا يرصد قضية الشذوذ فقط، لكنه يرصد رحلة علاج شاب يبلغ من العمر 17 عاما، ونعرض بطريقة جوهرية كيف تتم مراحل علاجه، كما ستتم الاستعانة بوجوه شابة جديدة فى البطولة؛ لأنه لا يوجد فنان حاليا يصلح لتجسيد هذا الدور، وأؤكد أنه لا يوجد بالفيلم ما يخجل منه الجمهور لأنه عمل لكل أفراد الأسرة ولمختلف الأعمار، فلا توجد فيه مشاهد عرى ولا جنس، ولكن ستكون هناك بعض المصطلحات الصعبة فقط، وهى ضرورية بالفيلم، كما أن طبيعة الفيلم (سيكو درامية)، أى أنه يناقش الأمر من الناحية النفسية أكثر من وجود مشاهد؛ لذلك أرفض اعتراض الرقابة، ولن أقبل برفض الفيلم؛ لأن من حقنا بعد الثورة أن نتناول الأعمال الفنية بحرية وجرأة، ومناقشة أى موضوع دون قيد من الرقابة، التى أعتقد أنه لا فائدة من وجودها على الإطلاق».