سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باسم يوسف ل"سي إن إن": سأستمر في تقديم البرنامج وأتوقع سجني في أي وقت مبارك لم يسجن أحد مباشرة بهذه التهم إنما مؤيدوه.. وفي النهاية يظهر كالبطل ويطلق سراحه
التقت المذيعة كريستيان أمانبور، على قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، بالإعلامي المصري باسم يوسف، صاحب برنامج "البرنامج"، للمرة الثانية، وأجرت معه حوارًا عبر الفيديو حول التحقيقات التي أجريت معه في النيابة العامة يوم الأحد الماضي، واصفة إياه بأنه "جون ستيوارت المصري". وبدأت أمانبور حوارها بسؤال عن الأسئلة التي واجهها باسم في التحقيق الذي استمر خمس ساعات، حيث قال باسم: "اعتبر البعض أن ما نقدمه خلال حلقات البرنامج يعد إهانة للرئيس، أو إلى حد ما، ازدراء للإسلام، لذلك فقد جاوبت على الأسئلة سطرا بسطر، وجملة بجملة، ونكتة بنكتة". وطرحت عليه أمانبور سؤالا آخر يتعلق بالمرة السابقة التي استضافته خلالها، في ديسمبر الماضي، حيث قال باسم أن الرئاسة لا مشكلة لديها من البرنامج، وأن هذا هو الوقت الملائم لوجود برنامج ساخر مثل ذلك في مصر، وسألت: "هل تتراجع عن قولك القديم أم مازلت مؤمنا به؟"، وأجاب باسم يوسف قائلا: "أولا، هذا هو أفضل وقت لبرنامج سياسي ساخر في مصر، لأن ما يجري حولنا سريالي جدا، فإما أن نحاول السخرية منه أو نموت"، وأضاف باسم: "ربما لايزال الرئيس مرسي معجبا ببرنامجي، ولكن المشكلة ليست في الرئيس، بل في أولئك الذين هم خلف السلطة، وأعني الإخوان المسلمين، وقد قلت في لقائي مع جون ستيوارت أن الإخوان إذا جاءوا للسلطة فستكون لديهم الفرصة، ولازلت عند قولي، ولكن رغم مجيئهم بعد الثورة عبر انتخابات ديمقراطية، إلا أننا نرى نفس اللعبة والأسلوب القديمين، فهم يحاكمون الناس بتهمة التعبير عن الرأي". وعن سؤال أمانبور إذا ما كان يعتقد أن الثورة "ترجع إلى الخلف"، أجاب باسم يوسف مازحا: "الثورة رجعت إلى الخلف منذ وقت طويل جدا"، ثم أكمل: "لا أعتقد ذلك طبعا، ولكن هذه المرحلة تمر بها كل الثورات، كذلك هي مرحلة مهمة ليعرف الناس الحقيقة، وليثبت الإخوان المسلمين إذا ما كانوا معتدلين بحق ويؤمنون بالديمقراطية أم العكس". وتطرقت أمانبور للاتهامات التي واجهها باسم حيث قالت: "لقد اتهموك بإهانة الرئيس وتعكير الصفو العام، وإهانة الإسلام كذلك، أفلا تقلق من خطورة هذه الاتهامات؟"، وأجاب باسم هذا السؤال قائلا: "لست قلقا من هذه الاتهامات، لأنني كمسلم لم أفعل ما يهين ديني الذي أنا فخور به، والبعض يريدون تحويل الأمر إلى معركة بين العلمانيين والإسلام وهذا ليس صحيحا"، وأضاف أنه مثله مثل كثير من المسلمين "معتدل ولست مولعا بأولئك الذين يمثلون ما يسمونه بالإسلام السياسي". وسألته أمانبور كيف أهان الرئيس والإسلام من وجهة نظر الذين اتهمونه، فقال باسم: "أعتقد أن تهمة إهانة الرئيس وجهت لي لأنني تناولت بالسخرية خطابات الرئيس"، وأضاف ردا عن سؤالها إذا ما كانت تلك الاتهامات قد أرهبته، وبالتالي سيقدم على تغيير لهجة وحدة برنامجه: "لهجة البرنامج في الحقيقة تتصاعد وتستمر في التصاعد، وبالنسبة لي فلم يتم إرهابي بها، بل استنفدت معنويا فقط"، وأكمل: "لن أدع هذا الأمر يستنزفني، بل سأواصل البرنامج بنفس لهجته المتصاعدة، ولن أتراجع". وحول تصريح مكتب الرئيس بأن النيابة العامة مستقلة عن الرئاسة، وأن مرسي يدعم حرية التعبير، سألته أمانبور إن كان يصدق ذلك، فأجاب: "إذا قال ذلك فسوف أصدقه، لكنه نفس الكلام الذي كان يقوله النظام السابق، فالرئيس السابق مبارك لم يضع أحدا في السجن مباشرة، بل من يفعل ذلك هم كبار مؤيديه، ثم يأتي هو ليبدو منقذا ويأمر بإطلاق سراحهم"، وأضاف: "في الديمقراطية الحديثة تكون القوانين التي تسمح للناس بمقاضاة وحبس آخرين بتهمة مثل إهانة الرئيس، قوانينا سخيفة، بل هي أساس أي نظام فاشي" مشيرا إلى أن هذا القانون معمول به منذ عام 1904، وهو ما يعني "أننا نحاكم بقوانين مر عليها قرن من الزمان، وهذا سخيف جدا". وتساءلت أمانبور بعد ذلك عن الأولويات في مصر، هل هي محاكمته على الرغم من وجود أزمات أخرى تحيط بالدولة في مصر، كالأزمة الاقتصادية، فأجاب باسم أن المشكلة الآن أن الحكومة تهاجم وسائل الإعلام لأنها تتكلم عن تلك الأزمات، بدلا من البحث عن حلول لها، وأضاف "الحكومة لم تف بوعودها، ويتوقعون أن يصمت الشعب على ذلك، وهو ما لا يحدث، ولذلك نستمر في هذا الصراع". وعادت أمانبور إلى لقائها السابق في ديسمبر مع باسم، حيث ذكرته بما قاله عن قلق أمه عليه، فأجاب أنها لا تزال قلقة، وأضاف "الذهاب إلى السجن الآن هو خطر يجب أن نتوقعه، ولكن مع برنامج كبير مثل هذا تكون المسؤولية أكبر والمخاطر أكبر كذلك، لذلك علينا أن نتقبل هذا ونتوقع حدوثه في أي وقت". وفي نهاية اللقاء قال باسم أن جون ستيوارت، المذيع الأمريكي الساخر، الذي استوحى منه باسم يوسف فكرة برنامجه، كان على اتصال دائم به خلال هذه الأزمة ليطمئن عليه ويعرف أخباره، وأضاف مازحا: "ربما سيتحدث عني في برنامجه قريبا".