قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن هناك علاقة عضوية بين الإسلام والمسيحية واليهودية، فالمصدر واحد في الأديان الثلاثة، وهو الله سبحانه وتعالى، كما أن المضمون واحد في الثلاثة أديان. وأوضح شيخ الأزهر أن القرآن يصدق التوراة والإنجيل، وكذلك الإنجيل والتوراة يصدقان القرآن، كما أن الأنبياء أخوة، فمستقبل الرسالة واحد، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم"، فالعلاقة بين الأديان تكاملية، وتؤكد بعضها البعض. وأشار الطيب إلى أن العداء بين اليهود والمسلمين عداء بين أشخاص وليس أديان، مستدلا بقول لله تعالي "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"، وهو ما يقرر أن علاقة المسلمين باليهود والمشركين علاقة أعداء، ولكنها بدأت من الجانب اليهودي وجانب المشركين. ولفت إلى أن المقطع الثاني من الآية الذي يوضح علاقة المسلمين بالمسيحين، والتي تقول "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى"، وهو تقرير أن علاقة المودة والرحمة بين الجانبين وهو ما فسره في الجزء الثالث من الآية والتي قال فيها "ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون"، فهم علماء زهاد متواضعون، لذلك هم أقرب إلى المسلمين منهم إلى اليهود، فاليهود يرون أنهم شعب الله المختار، كما أن المشركين ليس بهم علماء ولا زهاد ولا تواضع، وفيهم الجهل وجفاف الروح.