سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس أول حزب سلفى تونسى ل«الوطن»: أصحاب اللحى «المزيفة» أشعلوا الاشتباكات مع الشرطة الليبراليون يتعمدون تشويه صورتنا.. والإخوان أداروا لنا ظهورهم بعد الوصول للحكم
تونس التى كانت تتباهى بأنها «علمانية» للنخاع، أصبحت تضم على أراضيها بعد الثورة حزب «جبهة الإصلاح» السلفى، وأضحت تشهد مواجهات متكررة بين السلفيين والشرطة، كان آخرها أمس الأول حينما لجأ السلفيون إلى أعمال عنف طالت مقار أمنية ومؤسسات عامة وهيئات قضائية احتجاجاً على معرض فنى أقيم فى العاصمة يسىء للذات الإلهية، ومن هنا حاورت «الوطن» رئيس أول حزب سلفى فى تونس، محمد خوجة، لتقترب أكثر من التيار السلفى، وتعرف لماذا احتدت مواجهات السلفيين مع الشرطة التونسية فى الفترة الأخيرة، وهل يسعى حزب جبهة الإصلاح السلفى لتطبيق الشريعة الإسلامية بالقوة.. أسئلة كثيرة أجاب عنها فى الحوار التالى.. * ما حقيقة المواجهات المتكررة التى تقع بينكم وبين الشرطة؟ - أنفى نفيا قاطعا أية علاقة لنا بهذه الأعمال.. النظام الحالى يريد استخدامنا كفزاعة للإبقاء على قانون الطوارئ وقمع الحقوق والحريات، وأخشى من إعادة إنتاج «ديكتاتورية» على نهج الرئيس المخلوع زين العابدين بن على.. ما حدث أمس الأول أشبه بمسرحية قام بها أصحاب اللحى المزيفة لإثارة العنف، بإيعاز من النظام ليجد مبرراً للاستمرار فى فرض قانون الطوارئ وقمع الحريات، والمعارضة بشكل عام هى المستهدفة، أى: اليساريون والليبراليون أيضا، وليس التيار السلفى فقط. * هل ترى أن دعوة الظواهرى للتونسيين بتطبيق الشريعة الإسلامية أشعلت أعمال العنف؟ - لا أعتقد أن هناك أى علاقة بين هذه الدعوة والاشتباكات التى أسفرت عن جرح 100 من المدنيين ورجال الشرطة، نحن متفقون مع جميع التيارات السياسية منذ البداية على إعلاء هوية تونس، وأن فرض الشريعة الإسلامية لن يكون بالإجبار، وحينما لم ينتصر حزب النهضة للنص على الشريعة فى الدستور الجديد، لم نقاوم واقتنعنا أن هوية المجتمع العلمانية تقتضى ذلك ولم نلجأ للعنف، وحتى لو تجاوبت مجموعات سلفية مع الدعوة فهى تصرفات فردية يتحمل عواقبها مرتكبوها وهى لا تمثل التيار السلفى. * إذن، لماذا يواجه التيار السفلى معارضة من باقى الأطياف السياسية؟ - يحاولون تشويه صورتنا للترويج لأنفسهم، لكن الحق يقال: إنها عمليات فردية من قِبَل عدد من الأحزاب التى ترفض أى مرجعية إسلامية، يحاولون أن يصعدوا على حساب السلفيين. * هل تخلى عنكم حزب النهضة بمجرد وصوله للسلطة؟ - لم يتخلَّ عنا؛ لأننا لا يوجد بيننا تحالف أصلاً، لكننا اختلفنا لأنه رفض أن ينص على الشريعة فى الدستور، وتوافق مع الأحزاب العلمانية. * البعض يرى أن القمع فى عهد بن على أفرز تيارات متشددة كالتيار السلفى، فما رأيك؟ - القمع هو سبب التشدد طبعا، أنتج يساريين متشددين وإسلاميين متشددين، نحن ندفع ثمن سنوات من القهر عِشناها مع بن على، لكن التشدد حالة استثنائية ستنتهى بانتهاء القمع. * هل أنتم راضون عن الجمعية التأسيسة التى تضع الدستور؟ - غير راضين طبعاً؛ لأنها لم تنص صراحة فى الدستور على الشريعة الإسلامية، وكل قانون سيصدر بالمخالفة لتعاليم الدين سنرفضه، لكننا لا نستطيع الحكم عليه؛ لأننا لم نرَه فى صورته النهائية حتى الآن، وعن نظام الحكم نتمنى أن تتبنى الجمعية التأسيسية نظام الحكم البرلمانى حتى لا تتكرر تجربة نظام الحكم الرئاسى الأحادى مرة أخرى ونكرر تجربة بن على. * ما برنامجكم السياسى؟ - نحاول أن نقترب أكثر من الشارع بقوة الحجة وقوة الإقناع، ونعمل على تقديم برنامج اقتصادى يجذب المواطنين ليلتزموا بالشريعة من تلقاء أنفسهم، ولو وصلنا للحكم سنطبق الشريعة الإسلامية طبعا. * لماذا واجهتكم مشاكل حينما حاولتم استخراج تصريح للحزب؟ - لم نواجه مشاكل، كل ما هنالك أننا لم نكن استكملنا الأوراق المطلوبة بعد، تقدمنا ثلاث مرات للحصول على الترخيص وحصلنا عليه فى المرة الثالثة، فى المرة الأولى كان هناك تعنت فى ظل حكومة القائد السبسى وفى المرة الثانية كانت الأوراق ناقصة فى ظل حكومة النهضة، وحينما استكملناها الشهر الماضى حصلنا على التراخيص.