رفض علماء الأزهر قيام المواطنين بتطبيق الحدود بأيديهم، كما حدث أمس، بعد قيام أهالي قرية الجندية بالشرقية بتطبيق حد الحرابة على شاب اعتقدوا أنه بلطجيا يحاول سرقة سيارة. وأشار العلماء إلى أن ذلك لا يجوز شرعا ويؤدي للفوضى وترويع المجتمع والمواطنين. ووصف الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، تطبيق المواطنين للحدود ب"المسلك الفوضوى" ومخالفة للشريعة الإسلامية واحترام سلطة الدولة، لافتا إلى أن الخطاب القرآني في العقوبات موجه للحاكم وولي الأمر. وأوضح أن تغيير الناس للمنكر بأيديهم وقيامهم بتطبيق الحدود "افتئات" على حق المجتمع والدولة، ويؤدي إلى فوضى وترويع المجتمع ويعكس عدم حترام الشرعية. من جانبه، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، إنه لا يجوز شرعا أخذ الحق وتطبيق الحد بأيدي المواطنين، لافتا إلى أن البلد تعج ب"الهمجية". وأشار إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطه فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، مؤكدا أن تغيير المنكر باليد مهمة الحاكم وأجهزة الدولة من القضاء والشرطة، وموضحا أن التغيير باللسان مهمة الحكام أما التغيير بالقلب فمهمة كل إنسان بألا يقع في الخطأ.