في أحد شوارع القاهرة، حيث البيوت ملتصقة جنبًا إلى جنب، وتعيش الناس سويا ولا يدري أحد بما يدور داخل منزل الآخر، تسكن إحدى السيدات وتتولى تربية ثلاثة أبناء مع أبيهم إحداهم ابنه زوجها، وتعاملها كأنها أمها وليست زوجة أباها. صباح رجب، سيدة في أوائل الخمسينات، تعمل في إحد المصانع لتشارك زوجها في تربية الأبناء، تزوجت وعاشت مع زوجها الذي كان متزوجا من أخرى، وتوفيت لتعيش شيماء بدون أمها التي ولدتها، فهل ستجد شيماء الأم البديلة.. أم سوف تواجه زوجة أب تفعل معها كما فعلت "زوجة أب السندريلا"؟. ماما صباح اعتادت أن تستيقظ مبكرا؛ لتأخذ شيماء إلى المدرسة، وبعد انتهاء اليوم الدراسي تذهب إليها ليعودا للمنزل؛ خوفا على ابنتها من المخاطر.. لم تشعر صباح ليوم واحد أن شيماء ليست ابنتها، حتى أن دخلت ماما صباح في مرحلة الحمل فظن البعض أنها ستحول معاملتها مع شيماء، ولكنها فجأت الجميع بعكس ذلك، في أول حملها أصيبت شيماء بمرض الغدة الدرقية فذهب بها أحد الأقارب لكثير من الأطباء، لكنها لم تشف، ولم ينجح أي علاج في شفائها، فأخذتها ماما صباح وذهبت بها وهي حامل للأطباء ومعامل التحاليل حتى اكتشفت سبب مرض شيماء، وأصرت على العلاج مهما كلفها من مصاريف حتى شفيت تماما. عند دخول شيماء مرحلة الدراسة الجامعية، كانت تهوى فن الزخرفة فساعدتها في ذلك حتى أنهت مراحل دراستها، وأصبحت شيماء فتاة عاملة تبحث عن ما يرضي والدتها لتشتريه لها. وكعادة كل أم.. تشتري ماما صباح ما تحتاجه شيماء في جهازها من أطقم حجرة النوم والأجهزة والأدوات المنزلية. شيماء فتاة "طيبه، ورقيقه، وحنينه، وغلبانة أوي" كما وصفتها ماما صباح، تحتفل معها دائما بعيد الأم بحسن المعاملة طوال الوقت، وليس في عيد الام فقط، وقالت: دائما تفكر فيما احتاجه، وفي الصغر كانت تعبر عن حبها لها بشراء وردة، وبعد أن أصبحت عاملة بدأت تبحث دائما عن ما تحتاجة ماما صباح وتشتريه لها.. عندما رأت احتياجها لقوالب الفرن اشتره وأيضا جلبت لها الكاسات والستائر ومفارش للسرير، وتضحك شيماء وتقول "كل ما أشتريلها هدية تلفها وتشيلها لي في جهازي". شروق أو شوندة كما تنادي شيماء على أختها من أبيها.. في شهادة الميلاد شروق، وشوندة اسم "الدلع"، تركتها ماما صباح تسمي ابنتها، مثلما تركت لها مسؤولية تربيتها وتوجيهها. أحيانا تفكر شيماء في أمها التي ولدتها وتسأل والدها عنها.. ودائما تأتي الإجابة بأنه لا يعرف المكان الذي دفنت به، كما أنها تخفي اهتمامها اللحظي بأمها عن ماما صباح؛ خوفنا من غيرتها الشديدة التي تراها في عينيها، دائما تردد "أنتِ بنتي أنا" وتقول أنها منذ أن كانت في المرحلة الابتدائية لم تر أحد من أقاربها من ناحية والدتها.. عندما وجدوا معاملة ماما صباح واهتمامها بها أصبحوا يطمئنون عليها بالتليفون. تدعو ماما صباح دائما لشيماء بالهداية وراحة البال كما تدعي لأبنائها، وتتمنى لها زوجا صالحا يسعدها.