لا يوجد فى مصر أسوأ من الأوضاع الحالية سوى تصريحات قيادات جماعة الإخوان المسلمين؛ فعندما يقول صابر أبوالفتوح فى جريدة «الوطن» أمس «ستكون جميع المحافظات جاهزة للحشد السريع للدفاع عن المقر لأنه شرف الإخوان، وأرجو ألا نستفز إلى هذه الدرجة».. فهذا كلام خطير، كما أن الإخوان يرددون كثيراً موضوع «الشرف»، لكنهم يبدو أنهم اختزلوه فى مبنى مكتب الإرشاد بالمقطم، ولم يهتموا كثيراً بأن الكلمة «شرف» والوعد «شرف» وأن الاهتمام بأحوال الناس «شرف»، وأن الانحياز للمصريين ولمصر وليس للجماعة وللتنظيم الدولى «شرف» أيضاً. كما يجب أن تسأل الجماعة نفسها: أين الشرف حينما وعدت القوى الليبرالية بأن يصدر الدستور بالتوافق ولم تفعلها؟ وأين الشرف فيما اتفقوا مع حزب النور السلفى على شراكة فى الحكم ولم تتم؟ أو حينما وعدوا الجماعة الإسلامية بعدد من المقاعد فى مجلس الشورى ولم ينفذوا؟ وأين الشرف فى الانهيار الذى لحق بمصر من أجل مصالح الجماعة؟ وأين الشرف حينما ضحكوا مع الناس بمشروع «النهضة»؟ أو فى ماكينة الكذب الإخوانى سواء فى تصريحات القيادات أو فى الميليشيات الإلكترونية التى تشوه المعارضين بالباطل؟ وأين «الشرف» فى الادعاء على الجيش المصرى بأنه وراء حادث رفح.. وأين الشرف فى الانحياز الأعمى لحركة «حماس» على حساب الأمن القومى المصرى؟ لقد صدع الإخوان رؤوس المصريين خلال المرحلة الانتقالية بعبارة «التوافق» وتخلوا عنها بمجرد إمساكهم ب«السلطة»، بل إن أحدهم تحدث عن أنهم لن يوقعوا على أى وثيقة ملزمة بخصوص الدستور، وسيكتفون بالاتفاق على ميثاق «شرف».. ولم يلتزم الإخوان عند إعدادهم للدستور لا بوثيقة الأزهر أو وثيقة التحالف الديمقراطى أو أى حوارات حول الدستور الجديد. لقد كتبت فى 22 مايو الماضى قبل الانتخابات الرئاسية مقالاً تحت عنوان «أحلى من الشرف مفيش» ذكرت فيه «أى شرف يتحدث عنه الإخوان وهم يروجون أكاذيب حول إنجازات البرلمان مثل القضاء على الألغام فى الصحراء الغربية أو ادعاء أن مرشحهم د. محمد مرسى اختير كأفضل نائب برلمانى فى العالم، ولا أعرف أى جهة قد اختارته وأين كان مرسى فى دورة 2000 - 2005 من الأداء البرلمانى واستجوابات ومعارك كمال أحمد وأيمن نور وعادل عيد والبدرى فرغلى وأبوالعز الحريرى.. فعندما يتحدث الإخوان عن الشرف يجب أن نتذكر مقولة الفنان القدير توفيق الدقن: أحلى من الشرف مفيش.. يا آه.. يا آه». شرف الإخوان فى الالتزام بتعاليم الإسلام والحفاظ على الدولة ومراعاة الشعب المصرى والتوافق مع المعارضة، وليعلم صابر أبوالفتوح وإخوانه ومرشده ورئيسه أن الشرف ليس مجرد «مبنى»!!