ظاهرة «انتحار السوايسة»: 15 محاولة فى الفترة الأخيرة.. ومنسق العاطلين البطالة السبب

شاب ينتحر شنقاً قبل زواجه لفشله فى الحصول على عمل جديد.. وآخر تنقذه الشرطة العسكرية قبل إشعال النار فى نفسه

تسبب شبح البطالة الذى يطارد شباب السويس، فى سيطرة فكرة الانتحار على العاطلين، وقال أشرف عودة منسق «الاتحاد العام للعاطلين بالسويس» إن 15 عاطلاً من أبناء المحافظة حاولوا الانتحار فى الفترة الماضية، مضيفاً أن أحدهم توفى بعدما شنق نفسه داخل حجرته.
وسجلت السويس، خلال الآونة الأخيرة، عدداً من محاولات بعض الشباب للانتحار للهروب من جحيم البطالة، وكانت النتيجة مصرع هيثم سعد، شاب يبلغ من العمر 28 عاماً يقطن بمساكن تعاونيات القاهرة بحى فيصل كان يعمل بعقد مؤقت تابع لمقاول بشركة بتروجيت، وعقب الثورة استغنت الشركة عن خدماته هو ومجموعة من زملائه.
وأكد والده أن نجله كان فى انتظار عقد قرانه قبل فصله من العمل، لذلك حاول الالتحاق بأى عمل آخر ولكنه للأسف فشل فى ذلك حتى أصيب باكتئاب وحالة نفسية سيئة، وفوجئوا به مشنوقاً داخل حجرته، واختار لنفسه أن ينهى حياته للهرب من الوساطة والمحسوبية وحكومات فاشلة عجزت عن حل مشاكل شبابها.
وفى 23 يناير الماضى، أقدم محمود أحمد، 24 سنة، عامل مؤقت بإدارة التحصيل بشركة سيتى جاس بالسويس، على الانتحار بعد اعتصامه مع مجموعة من زملائه أمام الشركة بطريق «السويس - القاهرة» للمطالبة بالتعيين، واستمر اعتصامهم أسبوعاً كاملاً دون أن يلتفت لهم أحد، حتى أصيب باليأس فسكب البنزين على جسده وحاول إشعال النيران فى نفسه لولا تدخل زملائه وإنقاذه فى الوقت المناسب.
وأمام مبنى محافظة السويس، سكب الحسن حسن عبدالعزيز، 23 عاماً من سكان مدينة الإيمان، البنزين على جسده، ونجح جنود الشرطة العسكرية فى إنقاذه قبل إشعاله النار فى نفسه، وقال إنه أقدم على الانتحار لفشله فى الحصول على فرصة عمل.
ولم يتوقف مسلسل التفكير فى الانتحار من شباب السويس عند هذا الحد، وهدد عمال شركة «سوميد» بالعين السخنة بالسويس بالانتحار للتخلص من حياتهم بعد استمرارهم فى العمل بعقود مؤقتة تابعة لمقاول لمدة تعدت ال10 سنوات، مما دفعهم للاعتصام داخل الشركة لمدة زادت عن ال40 يوماً دون أى استجابة من المسئولين.
وكتب عدد من العمال وصاياهم بالفعل، وأكدوا أنهم أقدموا على الانتحار للهروب من أعباء الحياة، وطالبوا الرئيس محمد مرسى بأن يتكفل بالصرف على أسرهم.
من جانبه، أكد أشرف عودة، منسق «الاتحاد العام للعاطلين بالسويس»، أن حالات محاولة انتحار الشباب العاطل بالسويس وصلت لأكثر من 15 حالة، ولكن الإعلام لم يسلط الضوء على معظمها، لافتاً إلى أن إقدام الشباب على الانتحار هو «إسقاط رمزى على فشل الإخوان فى إدارة شئون البلاد»، وعجزهم عن تحقيق أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية لأنها جماعة فى النهاية قفزت على الثورة حتى وصلت للسلطة لها مصالح خاصة بها ولا يهمها على الإطلاق حل مشكلة البطالة.
وتابع أنهم تقدموا بدراسة للواء سمير عجلان، محافظ السويس، تضم 56 مقترحاً لحل أزمة البطالة بالسويس، وبالفعل أصدر المحافظ القرار رقم 37 لدراسة تلك المقترحات، ولكن بعد مرور أكثر من شهر على تقديم تلك الدراسة لم يتم البت فيها.