فارق أدونيس «الحياة بعد أن صرعه خنزير برى، قتله أحط الحيوانات، قتله الغدر، قتلته الخسة، الخنزير البرى أنهى حياة الشاب اليافع النبيل، الخنزير البرى قتل ابن «ميرا» الجميلة، الخنزير البرى قتل حبيب «أفروديت»، الخنزير البرى يقتل الأبرياء فى غابات الكراهية، الدماء سالت إلى النهر، الخنزير البرى «أبوجلد تخين» يكرر أفعال الخسة والندالة، الخنزير البرى يسكن هناك فى كهفهم! لم تفلح «أفروديت» فى تضميد جراح «أدونيس»، دعت السماء ألا تفقده، دعت الخالق أن يمنحه الحياة، فهو حبيبها، دماؤه صبت فى نهر الحياة للآخرين، أفروديت تبكى، فلم يكن حالها كذلك، لم تكن حسرتها كذلك، لم تكن محبطة كذلك، لم تكن مهانة كذلك، لم تكن مسلوبة الإرادة كذلك، لم تكن فاشلة كذلك، «أدونيس» يصرخ فى عز آلامه «حبيبتى لا تجزعى.. حبيبتى لا تيأسى.. فأنت أفروديت وأنا قلبك»، لكنه يفارق الحياة، وبين الأنات والحسرة تدور الدنيا بأفروديت لأنها أصبحت وحيدة بلا سند، بلا حبيب، بلا مخلص، بلا روح، بلا حياة، أفروديت ترفع يدها تستنجد السماء ليعود إليها «أدونيس»، يأتى المنادى من السماء «أدونيس لم يمت» «أدونيس هناك»، ابحثى عنه فهو قدرك ولا تهتمى باللئام فإنهم سكان الكهوف وكهنة الدين، إنهم الخنازير البرية التى ترتع فى أرض الحب والإيمان والوسطية! «تتلفت» أفروديت لتبحث عن «أدونيس» فتجد صوراً كثيرة تحمل ملامحه لكنه ليس هو، تسمع أصواتاً مثله لكنه ليس صوته، تسمع هتافاً كأنه هتافه، ترى جسداً مثل جسده، ترى ضميراً مثل ضميره، لقد تفرقت ملامحه على الجموع، وبين الصور تجده فى نهاية الجمع، لتصرخ: «عاد أدونيس للحياة»، أدونيس أرض الكنانة لن يموت، تهتف باسمه وحياته، لقد عاد مثلما قالت الأسطورة الأغريقية، أدونيس عاد ليلقن الخنزير البرى درساً لن ينساه، أدونيس يسكب يوماً بعد يوم قطرات النبل على النبت المصرى، أدونيس يعطى لمواطنيه معانى التجرد، أدونيس عاد ليحارب الظلم والفساد والفشل، أدونيس يحب خالق السماوات والأرض بلا «مرشد تافه» أو وسيط مخادع، أدونيس قرر العودة إلى الحياة لأننا نحتاجه، أدونيس لن يخنع أو يخضع لأنه حر، أدونيس سيسحق جماعة الخراف، «أدونيس» هناك فى قلب كل مخلص، «أدونيس» بين جوانحكم فابحثوا عنه! أدونيس لن يغيب وإذا غُيّب بيد البطش أو الظلم فاعلم أن هناك الملايين منه، فهكذا عوّدتنا أرض الكنانة أرض الكرامة، أرض الشهامة، ياسيدى أنت «أدونيس» فلماذا تسكت على من ينتهك حرمة نسائك ويضرب بناتك ويقتل شبابك ويسرق حياتك ويغتصب حقوقك؟.. الغضب علامة الحياة إذا كان لنصرة الحق وإرساء العدل، فاغضب وواجه خنازير «الخسة» حتى لا تكن خروفاً أو حياً ميتاً!!