سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبويا راح عند ربنا بس ماتقتلش.. صح يا تيتة؟ «موزة» قتله أكثر من 30 بلطجياً بالبنادق الآلية وقطعوا جثته بالسنج على باب مسجد التوحيد فى السلام بسبب الإتاوات
14 ساعة يومياً كان يقضيها على الرصيف واقفاً أمام فرشة ليبيع الملابس فى ميدان الإسكندرية فى منطقة السلام بعدما أرهقته مطاردات البلدية وشرطة المرافق فى شوارع العتبة قبل أن يقرر نقل مكان عمله بالقرب من منزله، لكنه فوجئ بعشرات البلطجية والمسجلين خطر الذين يفرضون نفوذهم على أصحاب المحال التجارية فى المنطقة ليجمعوا منهم الإتاوات تحت تهديد الأسلحة النارية والبيضاء فى انتظاره، وعندما حاول التصدى لهم ورفض الاستجابة لطلبهم كان مصيره القتل فى وضح النهار وعلى باب مسجد التوحيد عقب خروجه من صلاة الظهر على أيدى قرابة 30 بلطجياً أطلقوا عليه رصاصة من بندقية آلية ومزقوا جسده بالسنج وسط ذهول المارة والمصلين الذين فشلوا فى التصدى لهم. كعادته كان أحمد حسن، 25 سنة، الشهير بموزة، يذهب إلى عمله لتوفير نفقات علاج والدته المسنة وأخواته البنات اللاتى تولى رعايتهن بعد وفاة والده، لكن فترة عمله فى منطقة السلام لم تتجاوز 6 أشهر ثم بدأ يتعرض لمضايقات من البلطجية الذين فرضوا عليه إتاوة شهرية قدرها 200 جنيه حتى يتمكن من الوقوف على الرصيف، وعندما رفض الاستجابة لهم أمهلوه مدة أسبوع، وقاموا بالاعتداء على أحد زملائه، ويُدعى عمرو، بالضرب والسحل بعدما تأخر فى دفع الإتاوات فى محاولة منهم لإرهابه، لكنه تدخل للدفاع عنه وتمكن بمساعدة المارة من منعهم من الاعتداء عليه، وعندما تطورت الأمور بينهم هدد المتهمون بقتله وبدأوا فى ملاحقته، ثم نصبوا له كميناً أمام مسجد التوحيد بعدما أخبروه أنهم يرغبون فى الصلح معه فوافق على مقابلتهم لتحديد موعد جلسة الصلح، إلا أنهم تربصوا به، وعقب خروجه من صلاة الظهر صرخ أحد المتهمين فى زملائه: «عايزين نخلّص عليه علشان دى فرصة مش هتتعوض»، ثم أطلق أحدهم، ويُدعى إسلام. ص، وشهرته شيبة، عليه 3 رصاصات من بندقية آلية فسقط على الأرض جثة هامدة، ثم حاولوا التمثيل بجثته بالسنج والمطاوى، وعندما شاهدهم شقيقه عمرو ارتمى على جثة شقيقه، لكنه لم يسلم منهم وتعرض للضرب بالسنج فى مختلف أنحاء جسده وتم إسعافه فى مستشفى السلام وأجريت له خياطة 32 غرزة فى ذراعه اليمنى وظهره. المشهد المأساوى الذى حدث أمام أعين عشرات الجيران والمارة جعلهم يتوجهون إلى قسم شرطة السلام للإدلاء بشهادتهم ضد مرتكبى الواقعة بعدما فشلوا فى التصدى للمتهمين الذين كانوا يحملون البنادق الآلية والسنج والمطاوى، واستطاع رجال المباحث ضبط 3 من المتهمين، وهم إسلام. ص، 33 سنة، وشهرته شيبة، وأحمد. ع، 27 سنة، ومحمود. ع، 34 سنة، وشهرته عوكش، فيما تمكن الباقون من الهروب. الطفلة «ملك»، 4 سنوات، ابنة القتيل، لا تكف عن البكاء كلما سمعت جيرانها يتحدثون عن الجريمة فتصرخ فيهم: «بابا راح عند ربنا»، وتستمر فى البكاء أثناء جلوسها فى زاوية بصالة المنزل الذى يجلس فيها الأسرة والمعزون الذين حضروا لمواساتهم، لا أحد يسأل فيها أو يلتفت إليها، فالجميع لديهم ما يشغلهم، وبعد مرور قرابة نصف ساعة، تنتبه جدتها عزيزة صلاح، 62 سنة، لجلوسها بمفردها وهى تبكى فتقترب منها وتمسح دموعها وهى تقول لها: «أيوه يا حبيبتى، بابا راح عند ربنا»، ثم تقول وهى تحبس دموعها أمام الطفلة: حسبى الله ونعم الوكيل ربنا المنتقم الجبار، ثم تعود لتجلس مكانها على الكنبة وفى يدها صورة نجلها أحمد وتشير إليها قائلة: «عمره ما عمل حاجة غلط وكان مركّز فى عمله بس، ومالوش دعوة بحد، بس اولاد الحرام هما اللى قتلوه». 9 سنوات قضاها موزة على أرصفة شوارع العتبة يبيع الملابس الرجالى والحريمى مع والده الذى توفى منذ قرابة 3 سنوات، وزادت المسئولية على موزة فضلاً عن مطاردات شرطة المرافق والبلدية له والقبض عليه واقتياده إلى قسم شرطة الموسكى، وهناك تتم مساومته على البضاعة المضبوطة، وينتهى الأمر بتركها لهم نظير خروجه، وتستمر معاناته يومياً حتى قرر الابتعاد عن العتبة بالرغم من تحقيقه مكاسب كبيرة تفوق أى مكان آخر، وقرر نقل فرشة الملابس الخاصة به إلى ميدان الإسكندرية بالقرب من منزله فى منطقة السلام، لكنه وجد البلطجية فى انتظاره بالبنادق الآلية لفرض الإتاوات عليه، ثم دار بينهم حوار كانت لغته هى الدم.