لم يعد المقطم كما كان، تبدل حاله، وغادرته صفته الأساسية من موطن للعشاق وراغبى الحياة الراقية الهادئة إلى أحد أماكن الاحتجاج على وجود الإخوان فى السلطة، مما دفع سكانه إلى إطلاق حملة إلكترونية تحت شعار: «أنا من المقطم» بهدف استعادة العصر الذهبى للمنطقة. «حملتنا خدمية تنموية عشان نرجع المقطم زى ما كان وتبقى صورته القديمة خالدة»، قالها مصطفى الليثى، منسق الحملة على الفيس بوك، الليثى قضى عمره كله فى المقطم منذ أن كان طفلاً إلى أن تزوج وأنجب، يريد أن يرى أطفاله المقطم كما رآه هو، «المقطم الساحر بقى كله عشوائية وزبالة وكلاب مسعورة ده غير طبعاً التوتر النفسى اللى بنعيشه وولادنا بسبب جيرتنا لمقر الإخوان»، أهالى المقطم قرروا أن يبتعدوا بحملتهم الخدمية عن كل ما ينتمى للإخوان وحزبهم «حملتنا مش سياسية ومحدش هيستغلها للدعاية لنفسه إحنا معظمنا شباب ثوريين لكن قررنا نبعد السياسة عن المشروع». الكلاب المسعورة وأزمة القمامة هما أكثر ما يشغل بال القائمين على الحملة فى الوقت الحالى، فقد أصبحت تلال القمامة تقارب جبال المقطم فى ارتفاعها ولم يعد «التعامل التقليدى» يجدى معها، حسب وصف الليثى، الذى قرر مع أصدقائه عقد مجموعة من المؤتمرات لتوعية الأهالى مباشرة وتنظيم مجموعات تمارس دور المجتمع المحلى «المنعدم»، كما يصفه «مابقاش ينفع نستنى حاجة من دولة مش موجودة وكل أجهزتها معطلة الحل إننا نحل مشاكلنا بإيدينا».